الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
على مدى سنوات كانت قصص شهرزاد الأسطورية تأخذنا إلى عالم مليء بالأحلام يعيشه كل شخص بطريقته الخاصة. تذكرت الكثير من هذه القصص خلال الايام الماضية وأنا أتابع الحدث الأكثر إثارة في المملكة المتحدة والذي انتظره الكثيرون على مدى أشهر. زواج الأمير البريطاني هاري من الممثلة الأمريكية ميغان ميركل يرى فيه خبراء الاقتصاد فرصة لانتعاش كثير من القطاعات، وهو أيضا يمثل تمازج بين حضارتين غربيتين على مستويات عدة. لذلك لم يكن مستغربا أن نشاهد الكثير من العلامات التجارية تشارك في التعبير عن اهتمامها بهذا الحدث.
سمعنا مثلا عما قامت به سلسلة المطاعم الشهيرة كنتاكي من تصميم عبوات خاصة من السيراميك الإنجليزي الفاخر حفر عليها شعار الشركة مع صورة الكولونيل، في إشارة للتمازج بين تقليد انجليزي عريق في صناعة السيراميك مع نكهة أمريكية خالصة. إضافة إلى ذلك شاهدنا عربة دانكن التي تجرها الخيول محملة بحلوى الدونات على هيئة قلوب ابتهاجا بهذه المناسبة.
كل ذلك جميل بالتأكيد والأمثلة في ذات السياق كثيرة، لكن المتتبع بنظرة ثاقبة للمنظومة الاقتصادية ككل ومدى تأثير مناسبة كهذه في تحفيز عمليات الشراء والبيع سيكتشف أن الأمر يشوبه الكثير من التعقيد. أحد الشركات المتخصصة بالتخطيط للمناسبات وضعت توقع لتكاليف هذه المناسبة بشكل عام. وبتتبع المزيد من التفاصيل حول البيانات التي أشارت إليها الشركة في توقعاتها،سنجد أنها طرحت سيناريو متكامل حتى لحجم الاستهلاك على منتج مثل النقانق في هذا الحفل. يمكن أن نتخيل سوياَ حجم الطلب على المنتج إذا ما علمنا أن 26،000 جنيه إسترليني هو ما يتوقع أن يكون حجم الإنفاق. أما عدد الزوار المتوقع أن يقوموا بطلب هذا المنتج فهو يقارب 2640 زائر.
هذا الإنفاق بدوره سيعزز من أرباح الشركات في هذا المجال وبالتالي تصب إيجابا بشكل أوسع على الاقتصاد بنهاية العام وهو ما يمكن أن يطلق عليه ” التأثير المضاعف”.
على نطاق آخر سنجد تأثير بشكل مختلف على بعض القطاعات الأخرى ومن ذلك على سبيل المثال الحاجة إلى توجيه عناصر أمنية من منطقة إلى أخرى لتوفير مزيد من الأمن مما يجعل من حساب التأثير المضاعف عملية أكثرتعقيداَ. لذلك فإن التأثير لن يمكن أن يكون بشكل مادي في كل الحالات.
أعود مرة أخرى للزواج الأسطوري وقد مرت أمام ناظري بعض الصورالتذكارية لتوثيق الحدث. ما لم أكن أعلمه هو أن أحد تلك الصور للأميرهاري تم التقاطها على نفس الأريكة الخضراء التي كانت تجلس عليها والدته عام 1984 حاملة الطفل الرضيع بين ذراعيها. تلك اللفتة الجميلة تشير كغيرها من اللمسات إلى حجم تعلق هذا الشاب الأمير بوالدته الراحلة.
تذكرت مع هذه الصورة بعض مقولات الراحلة حين قالت “ان عليك تنفيذ اعمال من الخير متشعبة في كل اتجاه دون توقع أي مقابل” واليوم وفي هذه الاحتفالية التي يتابعها العالم أجمع، لازالت ذكراها حاضرة حتى وإن غاب الجسد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال