الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يراهن الكثيرون على موت الصحافة الورقية مستدلين بذلك على انخفاض حجم التوزيع والإيرادات بطريقة مخيفة في السنوات الأخيرة , وتذمر الكثيرون كذلك من طريقة تعاطي بعض الصحف مع هذا الانخفاض المهول حين اتجهت إداراتها للخيار الأسهل والذي يتمثل في قصقصة وتكميم واستئصال بعض منسوبيها من جسم الصحيفة المُتعب! وقال البعض (وأنا منهم) أن سبب ضعف الكيانات الصحفية اليوم هم نفس الأشخاص التي كانت بهم الصحيفة قوية بالأمس !
تكمن المعضلة في فِكر أقوياء الأمس حين كان جُل اهتمامهم توزيع الأرباح دون بناء الأصول التي تُدر عليهم دخلاً ثابتاً متنامياً عبر الزمن ! ولو فعلوا ذلك لكانت قوائمهم المالية اليوم تعج بالتدفقات النقدية وتكفيهم لصرف الرواتب والمكافآت حتى لو لم يكن ضمن إيراداتهم (هللة) واحدة من الإعلانات ! وحتى لا يتكرر الخطأ علينا أولاً النظر في التجارب العالمية المشابهة لنفس الظروف , ولعل أكثر من نادى وصرخ منذ سنوات لاستدراك مرحلة انهيار الصحف الورقية كان الدكتور سعود كاتب الطالب المبتعث آنذاك والكاتب المرموق وكيل الوزارة في وزارة الخارجية السعودية حالياً. وللدكتور سعود صولات وجولات نقاشية و(تويترية) في هذا الموضوع ويصر إصراراً ويُلح إلحاحاً أنها أي (الصحافة الورقية) ميتةٌ ميتة لا محالة !
شخصياً , أعتقد أن لكل مشكلة حل وحل صحافتنا الورقية المحلية قد لا يخرج عن 3 حلول أراها من وجهة نظري وهي:
الحل الأول – اندماج بعض الكيانات الصحفية مع بعضها ليكون تحالف جديد تتكامل فيه الأصول والكوادر فتقل النفقات وتتحسن جودة العمل الصحفي ثم (قد) يأتي المُعلن حينها وهو حل عاطفي جداً وعالي المخاطر
الحل الثاني – أن يتم تجهيز هذه المؤسسات الصحفية لتكون شركة مساهمة عامة تُطرح للاكتتاب العام لتكون ذات رأس مال ملياري توجهه نحو تملك أصول وقنوات استثمارية جديدة يكون حينها (الإعلان) أحد خيارات الربح لا عصبها الرئيسي والذي تنهار الصحيفة بدونه !
الحل الثالث – وهو حل لا أحبذه أبداً لكن قد يكون العلاج الناجع الوحيد لإنقاذ هذه العجوز المتطلبة والحل يتمثل في الدعم الحكومي النقدي للصحف وهو ما سيجعلها خائفة مرتعدة من الانتقاد لكن قد ينجح هذا الحل إن طورت الكيانات الصحفية أدواتها ولحقت بركب العصر وأدخلت الفِكر التفاعلي في طريقة عملها والله أعلم.
خاتمة / على المؤسسات الصحفية أن تطور من منسوبيها لتجاوز المرحلة قبل أن تفكر في استبعادهم بسبب أخطاء من سبقوهم فالإعلام ومنسوبيه سُلطة رابعة وكتيبة دفاع عن الوطن عند اللزوم فلا تهملوا سلاحاً أثبت جدواه ومداه عند الأزمات .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال