“شانيل” بالأرقام للمرة الأولى 

في (نيوجيرسي) بالولايات المتحدة، قامت العلامة التجارية المعروفة “شانيل” أحد أشهر صناع الأزياء والموضة في عصرنا الحالي بتوقيع اتفاقية شراء الطاقة لمدة عشرين عاما بما يعادل استهلاك الكهرباء السنوي لموقع الشركة، كان ذلك من خلال التعاون الوثيق مع مطور محلي للطاقة الشمسية. هذا الحدث كان أحد الإنجازات التي لفتت انتباهي في التقرير الذي نشرته الشركة مؤخرا وتستعرض من خلاله مركزها المالي بالإضافة للاستراتيجية وبعض مننشاطاتها على كافة الأصعدة.

أهمية التقرير تكمن في أنها المرة الأولى خلال تاريخها الممتد لأكثر من مائة عام التي تفصح فيها الشركة عن أدائها المالي للعلن، وذلك بحسب وسائل الإعلام والأخبار المتداولة خلال الأسبوع الماضي. هذا التوجه نحو الإفصاح المالي يأتي في وقت تزايدت فيه الشائعات خلال الفترة الماضية حول إمكانية استحواذ أحد الشركات المنافسة على نشاطاتها، مما دفع “شانيل” للإفصاح عن قوة المركز المالي التي ستسهم في تحقيق كثير من الأهداف في المرحلة المقبلة.

ومن خلال الاطلاع على المحتوى ستلاحظ تحقيق إيرادات تقارب الـ 10 مليار دولار خلال عام 2017 وهو ما يعني ارتفاع نسبته 11% عن العام السابق. يأتي ذلك في الوقت الذي تمكنت فيه على مدى سنوات من المزج بين المهارات الحرفية والتقنيات المتطورة لتنتج صناعة قطع مبتكرة وخلاقة مثل السترة ثلاثية الأبعاد على سبيل المثال. وعلى المستوى المؤسسي فقد قامت “شانيل” بإنشاء ممارسة إبداعية متخصصة لتسريع القدرة على الخروج بحلول مبتكرة من أجل المستقبل. 

كل ذلك في نفس الوقت الذي تسعى فيه لجعل الأداء أكثر رشاقة في المستقبل القريب، لا سيما وهي تعمل فيما يقارب 110 دول حول العالم. وفي هذا السياق بالتحديد فقد قامت “شانيل” بإنشاء شركة قابضة في لندن لتوحيد وتنظيم الأعمال تعتمد في تحقيق القيم على ثلاث ركائز أساسية هي الالتزام بالقيادة في مجال الرفاهية، وأن تكون دوما خلاقة في كل المهام التي تقوم بها، وأن تقودها الدوافع الإنسانية. بالإضافة لذلك سيكون هناك تركيز على تصميم نموذج تشغيل متماسك وترجمة الأهداف إلى واقع ملموس من خلال “خرائط الطريق” لكل نشاط وكل سوق رئيسي. 

ولأنها تولي المستقبل أهمية قصوى فهي تهتم بموازنة التأثيرات البيئية على المناخ ومن ذلك التعويض عن انبعاثات الكربون الناتجة عن أعمالها. كما أنه وفي العام 2016، افتتح فريق العمل في نيويورك نموذجًا جديدًا لمكان العمل مصمم لتشجيع التعاون، واستكشاف الطرق التي يمكن للأشخاص في مختلف المجالات من الاتصال ومشاركة الأفكار وكل ذلك يندرج تحت استراتيجية متكاملة تهتم بكافة الجوانب. فعلى نطاق استراتيجيات التسعير، كان هناك اهتمام بتقديم المنتجات للعملاء بسعر متناغم والتركيز على مصلحة العميل بكافة الدول. وفي سياق المحتوى أبدعت “شانيل” بفن صياغة محتوىيتوافق مع كل منصة على حدي.

واليوم وأنا أقرأ هذا التقرير أتذكر تلك السيدة التي ساهمت في إحداث أكثر من صيحة وتغيير بصناعة الأزياء لفترة تقارب القرن من الزمان. “جابرييل شانيل” التي قالت ذات يوم (إذا كنت قد ولدت دون أجنحة فلا تفعل شيئا يمنع تلك الأجنحة من النمو) في إشارة لأنك يمكن أن تحلق بروحك حتى لو لم تملك أجنحة. أعتقد أن الكثير ربما يتفق على أنها كانت رائدة بمجالها وما نشهدهاليوم يعكس رؤيتها قبل عدة عقود.