الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
العلاج من الإدمان النفطي يحتاج إلى تعزيز الإيرادات غير النفطية والذي تهدف رؤية المملكة 2030 إلى تعزيز الصناعات التحويلية في المملكة عبر التكامل الشامل في سلسلة الصناعات الهيدروكربونية، والإسهام في التنويع الإقتصادي.
أرامكو السعودية كأكبر مُصدّر للنفط والأكثر موثوقية تقوم بتوسيع أنشطة المصب لزيادة الطاقة الاستيعابية لمصافي التكرير إلى نحو 8 إلى 10 ملايين برميل يوميا، من حوالي خمسة ملايين حاليا بحلول عام 2030 … ولذلك يأتي الإستثمار في صناعات البتروكيماويات كإستراتيجية مطلوبة نظرا لنُمو الطلب العالمي على البتروكيماويات مع النُمو السكّاني.
الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) هي رابع أكبر شركة منتجة للبتروكيماويات في العالم. وبما أن الدولة تتملّك ارامكو السعودية بالكامل و %70 من اسهم سابك عن طريق حصّة صندوق الإستثمارات العامة، فإن مناقشات ارامكو مع الصندوق فيما يتعلق بالحصول على حصة إستراتيجية في سابك ضمن عدد من فرص الاستحواذ المحلية والعالمية سوف يُؤدي بإذن الله الى تعزيز استراتيجية تكامل عمليات تكرير البترول وصناعة البتروكيماويات!
أرامكو السعودية حققت نجاحات قياسية في بناء طاقة استيعابية كبيرة لمصافي التكرير على مدى العشر سنوات الماضية … انجازات نفتخر بها تحوّلت المملكة العربية السعودية معها من مُستورد للمحروقات إلى مصدّر للأسواق العالمية … هذا النجاح لم يخدم القطاع النفطي فقط رُغم انه احد اهم القطاعات بالمملكة، لكنّه سيخدم ايضا باقي القطاعات الإستراتيجية التي تعتمد على أنشطة المصب (Downstream) وقطاعات البتروكيماويات والصناعات التعدينية، مما يعني وجود مرونة اكثر في هذه العمليات التي تنعكس بصورة ايجابية على ازدهار ونمو الإقتصاد الوطني.
أما سابك فقد قطعت شوطا طويلا لتصل الى ما وصلت اليه حاليا من مكانة مرموقة بين مصاف الشركات البتروكيماوية العالمية الكُبرى وتبوّأت مركزاً متقدماً بين الشركات العمالقة.
بهذه الشراكة الاستراتيجية وحصول ارامكو على حصة إستراتيجية من سابك عن طريق صندوق الاستثمارات العامة نكون قد قضينا على المنافسة بين عملاقين وحولناها إلى شراكة استراتيجية تصب في مصلحة الوطن والمُواطن! هذه الشراكة الاستراتيجية ستعمل بفعالية اكبر من فعالية دمج مصافي التكرير ومصانع البتروكيماويات وسوف تنعكس بإذن الله على فعالية الأداء وتحقيق حصص سوقية اكبر.
قد تُشير بعض التحليلات الى ان هذه الشراكة الإستراتيجية قد تكون لمُوازنة قطاع التكرير ذو الربحية القليلة والمتذبذبة مع قطاع البتروكيماويات المُربح. وهذا التحليل لايعتريه شيء من الصّحة لأن مصافي التكرير في أرامكو السعودية تُحقق هوامش ربحية كبيرة جدا مدعومة بالطلب القوي على المنتجات البترولية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال