المستقبل للتجارة الإلكترونية ..

التجارة الإلكترونية (E-Commerce) مصطلح جديد في العالم وفي اقتصاديات الدول ، ظهر مؤخراً مع ظهور وإنتشار الإنترنت وهي واحد من أهم وأشهر مصطلحات عصر تكنولوجيا المعلومات والمعرفة وهي عبارة عن أسواق حرة متاحة للجميع محلياً وعالمياً لتوفير خدمات للمستهلكين إلكترونياً.

أحدثت هذه التجارة ثورة بالعالم وفي ثقافة التبادل التجاري(الشراء والبيع) فلم يعد هنالك قيود للبائع أو المشتري كالمكان وتكاليف المحل من إيجار ومعدات أو الزمان وتوقيت البيع والشراء فبدأت جميع هذه المفاهيم التقليدية بالتلاشي في ظل وجود هذه الاسواق المتاحة أربع وعشرون ساعة يومياً جميع أيام السنة، وفي تجدد دائم وانتشار واسع ومنافسة عالية للأسواق العالمية فقلة التكاليف وتطور الخدمات المالية الإلكترونية والخدمات اللوجستية تجعل حتى الشركات الصغيرة تستطيع التنافس وجذب أكبر عدد من المستهلكين وزيادة إيراداتها وأرباحها. 

فأتوقع بالسنوات القادمة ستصبح التجارة الالكترونية الأساس في الإقتصاد العالمي. فهي المستقبل الذي يجب علينا أن نصل إليه ونبدع فيه ونرسمه في ظل الفرص الواعدة مع الإقبال المتزايد على استخدام الإنترنت خاصة بالمملكة العربية السعودية حيث تشير جميع المؤشرات والدراسات  الى نمو هائل وتوسع كبير لجاذبية سوق التجارة الإلكترونية بالسعودية التي صنفها البنك الدولي ضمن أكبر ٢٠ دولة من حيث القوة الشرائية ، فيوجد بها ١١.١ مليون مستخدم للتجارة الإلكترونية يمثلون ٧٢٪؜ من إجمالي السكان ، وبلغ معدل إنتشار الإنترنت ٧٦٪؜ ومن المتوقع أن يصل إلى ٩١.٥٪؜ مع توقعات نمو حوالي ٦ ملايين مستخدم إضافي للتجارة بحلول عام ٢٠٢٠ وحسب تقدير هيئة الإتصالات وتقنية المعلومات السعودية لحجم معاملات التجارة الإلكترونية بين المستهلكين والشركات يصل إلى ٣٠ مليار ريال. وهو مؤشر يعكس مدى ارتفاع حجمها وقابليتها السريعة للتوسع والإنتشار. 

من أبرز الأمثلة لقصص النجاح في تجارة التجزئة والعشرة الأوائل في تصنيف أثرياء العالم حسب ما أعلنته مجلة ” فوربس” 
جيف بيزوس مؤسس ومدير شركة أمازون الذي تقدر ثروته ب١١٢ مليار دولار وأيضاً مارك زكربيرغ الذي تبلغ ثروته ٧١ مليار دولار وغيرهم الكثير من المستثمرين بهذا النوع من التجارة التي أصبحت الوجهه الأولى لغالبية المستهلكين. 

وفي النهاية هنالك العديد من الإنجازات والإسهامات التي تسعى لتعزيز التجارة الإلكترونية بالسعودية ومن أهمها: مبادرة وزارة التجارة والإستثمار التي أطلقت خدمة ” معروف” لتزيد من ثقة المستهلك بالأسواق الإلكترونية وبعض مبادرات مؤسسة البريد لتسهيل عمليات النقل وغيرها. 

وهذا جزء بسيط لما ستشهده من تطور وتوسع ودعم على كافة الأصعدة فهي من أهم خطط المملكة في رؤية ٢٠٣٠ ورسمت آمال كثيرة على هذا القطاع لتوفير أكثر من مليون وظيفة خلال السنوات الأربعة المقبلة حتى عام ٢٠٢٠ وهي خطة استراتيجية مرحلية من ضمن الخطط الكبيرة التي حملتها رؤية الوطن .