3666 144 055
[email protected]
لا يكاد يخلو اي منزل تم إنشائه قبل 40 عاماً من البلكونة .
و الغريب بالامر انه لا يوجد أي استخدام أوفائدة يُذكر للبلكونة إلا انه استمر إصرار ذاك الجيل على بناء البلكونة في كل منزل , وتركها بعد ذلك للشمس والغبار يلعب بها.
لذلك عندما قررت ان ابني منزلي قبل 13عام كنت أعتقد بأني محظوظاً أن المجتمع تجاوز فكرة البلكونة و استطعت أن اتحرر من بناء مساحة ضائعة للبلكون .
لكني في الحقيقة اكتشفت بعد مرور الوقت ان ثقافة البلكونة ما زالت موجودة وما زالت منازلنا تُبنى ومساحات كبيرة فيها تترك للشمس والغبار يلعب فيها.
فالمطبخ المفتوح على الصالة الذي كنت اعتقد بأنه التصميم الحديث والمناسب لم استخدمه واضطررت أن ابني مطبخاً في الدور الاخير لتجنيب المنزل روائح الطبخ وتأثيرها على الصالة المفتوحة .
والصالة هي الحكاية الأصعب في ثقافة البلكون فحتى اترك للضوء مجال للدخول من عدة جهات لإضافة جمالا وأضاءة طبيعية للصالة ، قمت بتصميم النوافذ الزجاجية على طول الجدار وبمساحات كبيرة لكني للاسف اكتشفت بعد ذلك أن حرارة صيفنا الحارق قد نفذ من خلال الزجاج و امتصته الجدران الخرسانية والارضيات وحتى استطيع الجلوس في الصالة فأني مضطر لتحمل حرارة اكبر بدفع فواتير كهرباء عالية ، لذلك هجرت الصالة واصبحت مجرد ممر لا يمكن الجلوس فيه.
واضطريت الى نقل الصالة الي المشب الخارجي .
لكن السر الذي أشعر بالتردد بالكشف عنه خاصة إذا قرأه أهلي في شمال المملكة فهو مجلس الرجال الأكبر مساحة في البيت و الأكثر تكلفة في الأثاث والذي لا اذكر بإني استخدمته طول تلك السنين الا اقل من عدد أصابع اليد الواحدة.
مساحات كبيرة في بيوتنا لا فائدة منها وافكار في البناء تفرضها عادات او ثقافة جماعية غير صحيحة فأرجو كل من اراد ان يبني منزلا او يختار منزلا ان يرمي ثقافة البلكون خلف ظهره ويختار التصميم العملي الموفر للطاقه له.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734