3666 144 055
[email protected]
حين نأتي على ذكر “السعودية الجديدة” في خِضَم الأحداث الأخيرة، فذلك لايأتي مجازاً أو من نافلة الاستهلاك أو قبيل الوصف المؤقت، بل إنه الواقع المنشود والهدف والغاية الذي رُسمت خطوطه بيدي عراب رؤية المملكة 2030، فاليوم تأتي الشواهد جلية واضحة على أن المملكة دولة قوية وشابّة وذات سيادة مطلقة، وأن مجرد التفكير في المساس بأمنها واستقرارها وسيادتها خطٌ أحمر، ستتبعه ويلات مؤثرة تَفرِض إذعان المتجاوزين وإعتذارهم وكف أيديهم طواعية أو بالقوة.
السعودية اليوم أقوى بعشرات المرات من أي وقت مضى، فهي تتسلح باقتصاد متين متنامٍ في وقت تصدعت دول عظمى بهزات اقتصادية مماثِلة، وخلال العامين الماضيين فقط، أصبح صندوقها السيادي قوة محرِّكة للاستثمار، وبات الجهة الاستثمارية الأكثر تأثيراً على مستوى العالم، بأصول تقع تحت إدارته بمليارات الدولارات جذبت أهم الشركات الأجنبية لضخ استثمارات في البلاد ومنحتها تأثيراً عالمياً أقوى.
السعودية اليوم، تنعم بمؤشر إيجابي مُبهِر وأقوى، حتى وهي تخوض حروباً ضروسة شرقاً وغرباً على جبهات القتال وفي ميادين السياسة والاقتصاد، بقضايا مُفتعلة وأخرى تستهدف التشويه والإساءة، فالأرقام المالية المُعلنة عن أداء الميزانية السعودية في العام الجاري، تجيء بوضوح كدلالة على نمو مالي غير متأثِر بكل الزوابع المحيطة، مستفيد من استمرار الجهود المبذولة لتنفيذ الخطط الإصلاحية الرامية إلى التنويع الاقتصادي، فضلاً عن عقود مليارية مع دول عظمى جعلتها تحسب لتصرفاتها مليون مرة في تعاطيها مع الشأن السعودي.
الواهم بتأثر السعودية بمواقفه إزاء أي أزمة سياسية أو شأن داخلي، ربما لا يدرك أن علاقة الدول العالمية مع المملكة تحكمها مصالح مشتركة لا تتأثر بحملات إعلامية مغرِضة سرعان ما تنتهي مع ظهور الحقائق الدامغة، فالتصريح الأخير الواضح للرئيس دونالد ترمب في مكتبه البيضاوي يؤكد قوة السعودية الإستثمارية والاقتصادية، وأنها قادرة على تحجيم آمال النزقى والحمقى.
وأن قضية عابرة كقضية “جمال خاشقجي” التي تم مسرحتها على نحو بليد من قبل إعلام عالمي مرتزق، سيكون إرتدادها على من تورط بها وصدّق بها سيما من الشركات ووسائل الإعلام وغيرهم من بُلداء السياسة والاقتصاد، ولنا شواهد كثيرة وسابقة في قضايا مماثلة دفعت بدول كبرى إلى الإعتذار وطلب الوفاق.
التأثير الاقتصادي والسياسي للمملكة العربية السعودية عالمياً، وقوة حلفائها الدوليين من الدول العظمى وثقتهم بها، فضلاً عن تأثيرها في صنع القرار العالمي ودورها في الإصلاح المالي العالمي، يمنحها القوة للقفز فوق حواجز ألاعيب العديد من المنظمات الدولية المأجورة، ومحاولات التشويه المستمرة التي تقودها دول مجاورة لضرب استقرار المملكة، وهو ما يجعلها في كل معركة رابحة رغم الضجيج الذي يُثار والجعجعة.
نعم “السعودية الجديدة” هدفٌ ننشده وطريقٌ سلكناها ولن نتراجع، وقادمنا مُبشِر في ظل كل المؤشرات التي تمنحنا مزيداً من القوة للتعاطي مع هذه النوعية من الملفات بحكمة وشجاعة.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734