بطاقات الصراف وتقنية الدفع بالإستشعار

مع التطور التكنولوجي الذي أصبح شيئاً أساسياً في بيئة الأعمال الحديثة ، نجد يوماً بعد يوم اختلافات ومزايا جديدة في عالم البنوك لم تكن موجودة من قبل ، إذ ساهمت التكنولوجيا وبشكل كبير في سرعة إنجاز وتنفيذ العملية المصرفية.

‏‎ يكمن التنافس التجاري الحالي بين البنوك بإضافة مزايا ناتجة عن التطور المستمر في التكنولوجيا محققة أبعاد الجودة المصرفية ، حيث تكون وسيلة للحصول على رضاء العملاء الحاليين ، وكذلك جاذبة وبشكل كبير للعملاء الجدد.

‏‎ أحد المميزات التي طرأت مؤخراً على بطاقات الصرف الآلي ، ألا وهي ميزة الشراء <بدون لمس> ، إذ تكون عن طريق الشراء عبر أجهزة نقاط البيع والمزودة بتقنية الإستشعار contactless card. مما لاشك فيه أن ميزة الشراء هذه تعتبر إضافة للعميل ، من حيث تسهيل العملية الشرائية ، إذ أخذت طابع السلاسة وطابع المرونة الغير مسبوقة ، حتى زاد من انتشار استخدامها بين العملاء وارتفاع عدد عمليات الشراء من خلالها ، وهذا ما أكدته آخر الأرقام الصادرة عن جمعية البطاقات البريطانية The UK Cards Association إلى أن 325 مليون عملية شراء تمت بإستخدام بطاقات الخصم والائتمان بدون لمس في نوفمبر من العام الماضي 2017.

‏‎ بالرغم من معدل هذا الاستخدام المرتفع فإنه لا يزال هناك معدل خطورة ، لأن البطاقة معرضة للسرقة أو للفقد في أي وقت ويمكن استخدامها بدون رقم سري ، فمن خلال إجراء استطلاع رأي تم في بريطانيا على 1066 شخص في أغسطس لعام 2016 حول وجهات نظرهم حول هذه البطاقات ، فقد وجد أن %69 كانوا قلقون بشأن سرقة البطاقة الخاصة بهم وإمكانية استخدامها بسهولة من قبل سارقها.

وفي هذا النسق واجهت معظم البنوك مشاكل عند تزويد عملائها بالبطاقات المزودة بهذه الميزة في البداية ، إذ كانت هذه البطاقات سارية الإستخدام حتى بعد إلغاءها من البنك.

‏‎ ومع إدخال هذه الميزة على بطاقات الصرف الآلي في البنوك السعودية ، لزم على أصحاب القرار أن يوازنوا بين الراحة والأمان وذلك بجعل الخيار للعميل نفسه ليقرر إن كان يفضّل بطاقة مزودة بالميزة الجديدة أم لا ، و بوضع حد مالي منخفض والعمل على عدم تغييره ، ليتم استخدامه عند الدفع بدون لمس لأن الخطر يكون أقل في حال فقدها ، وكذلك الاتصال بالعملاء إذا بدت المعاملات مشبوهة باستخدام البطاقة ، ويجب كذلك إلزام العميل بتفعيل الإشعارات عن طريق الرسائل النصية حتى في أصغر العمليات ، مع الحرص على زيادة وعي العميل وإرشاده الكامل في الإسراع وإلغاء البطاقة في حين فقدها وعدم الإهمال في استخدامها.

جميع هذه الإجراءات يمكن أن تحد من مستوى القلق ، وتحد من عمليات الإحتيال ، وترفع مستوى الأمان ، لتحقق أعلى درجات الجودة عند تنفيذ العملية المصرفية ، بما يضمن الحفاظ على أموال العميل ، وبما يضمن أيضاً الحفاظ على رضاه.