الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يهتم كثير من مدراء المنظمات ورواد الأعمال باستراتيجية الشركة والخدمات والمنتجات التي تقدمها لخدمة العملاء. وضع استراتيجية للشركة عملية مهمة وتأتي من أوائل الخطوات التي تعمل عليها معظم الشركات. لكن هل تطوير الاستراتيجية تسبق اختيار القيادات في الشركة؟ وهل يحدد الاستراتيجية نوعية القيادات التي تحولها لواقع؟ سوف أحاول الاجابة على التساؤل من خلال السطور التالية:
في شهر مارس العام الماضي، كنت محظوظاً بأن أكون ضمن مجموعة الهاكينق مع الدكتور عبدالله القويز الذين قرروا استكشاف جزء من درب الهجرة بدعوة من الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة. د. عبدالله القويز اقتصادي معروف جاوز الثمانين من العمر. كان يعطيني التوصيات اللازمة لقطع مسافة تتجاوز العشر كيلومترات في صباح يوم الجمعة ٩ مارس الباكر. كنت اتعجب اذا كان بامكان هذا الكهل من قطع المسافة.
تأهب الجميع بأخذ الاحتياجات اللازمة من المياه والفواكه اللي تساعد في قطع المسافة. كانت البداية مثيرة تحدث فيها بعض المشاركين عن قصص ومواقف سابقة. بعد مرور بعض الأميال، بدأت آثار التعب تظهر على البعض خاصة أن الشمس يومها كانت حارقة. طلب د. القويز أخذ فترة راحة؛ وكان من أكثر الأعضاء هدوء على الرغم من أن آثار التعب واضحة عليه. تكررت فترات الراحة بعد كل ميلين تقريباً. كان الارهاق واضحاً على الجميع؛ وعلى د. عبدالله خصوصاً. توقعت أن د. القويز سوف يأخذ راحة من الهاكينق فترة لا تقل عن الشهر قبل أن يفكر مرة أخرى. تفآجأت بأننا قبل انتهاء هاكينق درب المدينة؛ اذا به يناقش الرحلة القادمة وعرقه لم يجف وصوته مازال يرجف من طول المسافة.
د. القويز في حالة دائمة متأهبة للقادم. يبحث عن الجديد. مطلع على المستجدات. يتطلع دائماً إلى القادم. يبادر بالسؤال، بالتعريف بالمهمة، بالتفاعل مع فريق العمل، بمواكبة المستجدات، بالمرونة مع المتغيرات، وبايجاد حلول للمشكلات.
في كتاب Good to Great لكاتبه Jim Collins؛ يتحدث المؤلف أن المنظمات التي استطاعت أن تنتقل من جيد إلى عظيم وتحافظ على مكانتها هي شركات بدأت بـ (who) وبعدها انتقلت إلى (What). بدأت باختيار الشركاء أو فريق القيادات الذي يستطع تحويل أي استراتيجية إلى واقع ثم انتقلت إلى الاستراتيجية.
تخيل أن وظفت مجموعة من الاشخاص لتحقيق استراتيجية معينة وبعد مرور فترة معينة تبين ضرورة تغيير الاستراتيجية. في المقابل؛ العظماء أمثال د. القويز ممكن أن يحولوا أي استراتيجية إلى واقع. لديهم الدافعية للانجاز ويستطيعون التعامل مع المتغيرات ولديهم المرونة الكافية للاستجابة للتغير في الاستراتيجية.
لذا اعتقد ان اي جهة في القطاع العام او القطاع الخاص يمكنها تقديم عرضا وظيفيا للدكتور عبدالله القويز وحتما ستستفيد منه لعدة اسباب فهو الخبير الاقتصادي الذي افنى جزء كبيرا من حياته متنقل بين اكثر من موقع حكومي كانت له بصمات في كل منصب يشغره، فمن وزارة المالية والاقتصاد الوطني (حين ذاك) الى أمانة مجلس التعاون الخليجي متقلدا وكيل الامين للشؤون الاقتصادية والتي امضى فيها عدة سنوات قبل ان يختتم حياته الوظيفية كسفير لخادم الحرمين الشريفين في المنامة
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال