3666 144 055
[email protected]maaal.com
في المقال السابق من سلسلة الموارد البشرية ورؤية 2030 تحدثت عن التعاقب الوظيفي وأهميته في أي مؤسسة حكومية كانت أو خاصة وكأحد الوظائف الرئيسية لإدارة الموارد البشرية والتي تسعى المؤسسات في المملكة إلى تحويلها لإدارات شاملة استراتيجية تقوم بوظائف حقيقية للموارد البشرية تساعد في تطور المؤسسة والمملكة ككل. اليوم نستكمل تلك الوظائف مع وظيفة هامة أخرى تساعد في تحقيق الاستقرار والتطور في المؤسسة ألا وهي “إدارة المسار الوظيفي” والتي تصف تسلسل المناصب الوظيفية والخطوات المهنية التي يجب أن يسلكها الموظف داخل المؤسسة وذلك بما يتماشى مع التقدم الذي يحرزه في وظيفته. وبالتالي تتضمن تحديد المهارات والخبرات المطلوبة في كل خطوة من خطوات التقدم الوظيفي بالإضافة إلى الإمكانات المطلوب تحقيقها في الموظف نفسه.
أهمية إدارة المسار الوظيفي تكمن في أنها تضمن الرؤية الواضحة للموظفين للخيارات الوظيفية المتاحة لهم وكيف تتماشى هذه الخيارات مع تطلعاتهم الشخصية ، وبالتالي تلعب دوراً أساسياً في تطوير الموظفين واستبقائهم داخل المؤسسة وخلق حالة من الانتماء للمؤسسة. وعندما توضع هذه الأداة في الإطار العام لإدارة الموارد البشرية وأهداف المؤسسة الاستراتيجية فإننا نضمن أن يتم تحقيق أهداف المؤسسة وبالتالي تحقيق دور المؤسسة في المنظومة الحكومية كانت أو حتى دورها في تنمية القطاع الخاص إذا كانت مؤسسة تتبع هذا القطاع.
فيمكن للمؤسسات من خلال توظيف عملية إدارة المسار الوظيفي الحصول على أداة قوية تساعد على استبقاء الموظفين، وذلك عن طريق التأكد من أن الموظفين لديهم رؤية واضحة لمستقبلهم داخل المؤسسة، وتعتبر هذه العملية أداة مهمة لدعم الوظائف الأخرى للموارد البشرية لضمان التطوير الشامل للمواهب والقيادات في جميع أنحاء المؤسسة. تساعد عملية إدارة المسار الوظيفي في إندماج الموظفين في رسم مساراتهم الوظيفية الخاصة، وتوضيح التقدم الذي يحرزه الموظف ومدى تماشي مساره الوظيفي مع تطلعاته على المدى الطويل. كما تعمل على تركيز إجراءات التطوير على أدوار وظيفية مستقبلية محددة وفقاً للمسارات الوظيفية المحددة للموظف. وتقوم أيضاً بتعزيز حس الالتزام والانتماء تجاه المؤسسة وزيادة معدلات الحفاظ على المواهب، بالإضافة إلى وضع معايير واضحة لتقييم الموظفين وترقيتهم لشغل أدوارهم المستقبلية كما تساعد على معرفة آراء الموظفين في المناصب التي يفضلون شغلها في المستقبل والمسارات الوظيفية التي تناسبهم.
ولتحقيق أفضل النتائج من عملية إدارة المسار الوظيفي ينبغي توافر أوصاف وظيفية واضحة وشاملة للأدوار الوظيفية الموجودة في جميع أنحاء المؤسسة. فيعتبر الوصف الوظيفي أحد أهم العناصر في تنفيذ عملية إدارة المسار الوظيفي بفعالية، فبدون وصف وظيفي يشير بوضوح إلى الإمكانات والجدارات المطلوبة لكل مستوى وظيفي سيكون من الصعب رسم مسارات وظيفية موثوق بها للأدوار الوظيفية الحرجة في المؤسسة.
حالياً تسعى جميع المؤسسات الحكومية في المملكة وكذلك الشركات بالقطاع الخاص للوصول إلى مرحلة اكتمال هيكل إدارات الموارد البشرية للقيام بجميع الوظائف الاستراتيجية للموارد البشرية والتي من شأنها تحقيق أهداف المؤسسة الاستراتيجية وتنميتها والعمل على استقرار الموظفين وتطويرهم للمساعدة في تحقيق برامج التحول الوطني ورؤية 2030.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734