الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اثنتان من الكوارث النووية احدثت تغييرات هيكلية في سياسات وصناعات وتقنيات الطاقة المتجددة في العالم:
* الكارثة النووية الاولى كانت كارثة تشيرنوبيل في اوكرانيا عام 1986، كانت اسعار النفط وقتها عند مستويات متدنية جدا، مما لم يُحفّز الاستثمار في الطاقة المتجددة ولم يعزز مشاريع جديدة ولم يشجع على ضخ الاموال على البحوث والتقنيات، ولكن بدأت تتغيّر سياسات الطاقة بعد الكارثة مما ساعد في البدء بإستيعاب اهمية مصادر الطاقة المتجددة على المدى الطويل. ولذلك فإن حادث تشيرنوبيل مهّد الطريق امام سياسات استباقية للطاقة في اوروبا، بعد ثلاثة عقود من الزمن تحولت اوروبا إلى احد اكبر الأسواق في الطاقة المتجددة.
* الكارثة النوويية الثانية كانت كارثة فوكوشيما التي تسبب بها زلزال عام 2011 في اليابان، وقعت في وقت عندما كانت اسعار النفط عند مستويات مرتفعة قياسية فوق 100 دولار، مما حفّز صناعة وتقنيات الطاقة المتجددة. كارثة فوكوشيما دعمت بقوة البدء في استثمارات مشاريع الطاقة المتجددة في جميع انحاء العالم، بما في ذلك البحوث والتقنيات.
انخفاض اسعار النفط اوائل عام 2016 جاء بعد شهر من اتفاقية باريس للمناخ، والتي جاءت بإتفاقيات بخفض الانبعاثات الكربونية من الوقود الاحفوري، مما جعل وكالة الطاقة الدولية وقتها تتوقع مشاركة الطاقة المتجددة بمزيج الطاقة العالمي ليصل الى الثلث قبل عام 2023، والذي اثر وقتها على الاسعار بعد الترويج لضعف نمو الطلب العالمي على النفط والذي ادى إلى تدنّي الاسعار إلى اقل مستوياتها منذ عام 2004.
لاتستطيع الطاقة المتجددة ان تحل محل النفط لأن هناك فروق جذرية:
– النفط في المقام الاول يُستخدم عدة استخدامات في وقود المواصلات وصناعة البتروكيماويات وتوليد الكهرباء وصناعات اخرى. اما مصادر الطاقة المتجددة فتستخدم فقط في توليد الكهرباء.
– النفط الخام من السلع الرئيسية واساسي للمواد الخام للصناعة، اما مصادر الطاقة المتجددة فليست كذلك، وهذا يجعل الطاقة المتجددة لايمكن ان تكون بديلة مكان النفط ولكن العكس.
– العلاقة بين تحركات اسعار النفط ومصادر الطاقة المتجددة اصبحت ضعيفه جدا في السنوات الاخيرة، وهذا هو السبب الرئيسي في استمرار الاستثمار في مشاريع وتقنيات الطاقة المتجددة على المدى الطويل حتى مع هبوط الاسعار بعد عام 2015.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال