الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
متبني نظرية المؤامرة يقول: “انها مؤامرة من الغرب لتدمير طموحات رائد الأعمال السعودي وتقييده تحت قوة استحواذ المستثمر الأجنبي”، و رأي متشائم آخر: “هذه نهاية استقطاب الاستثمار الأجنبي”، وعابر قال: “تم استدراجهم وأخذ أسرار الطبخة ثم طردهم”، وخبير قال: “الموضوع ببساطة اخطأ أحدهم خطأً فادحاً فوقفت الشلة في صفه فتم طرد الجميع”.
آراء متضاربة ناتجة عن المفاجئة والصدمة التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ ريادة الأعمال في المملكة، حيث تم الفصل الجماعي لعدد من كبار المدراء في شركة توصيل الطعام الشهيرة (هنقرستيشن) وكان من ضمن المفصولين؛ مؤسسوا الشركة السعوديين والذين نفتخر بقصة نجاحهم في كل محفل، وكل ذلك حدث في ساعة من نهار من قبل ممثل الشركة الألمانية التي تمتلك حصة كبيرة بالشركة، وتمتلك قبل ذلك (القرار).
قال غازي القصيبي رحمه الله في كتابه الأشهر (حياة في الإدارة)، لا شيء يقتل الكفاءة الإدارية مثل تحول أصحاب “الشلّه” إلى زملاء عمل!. وهي مقولة اتفق مع غازي فيها سواءً في القطاع العام أو القطاع الخاص او حتى القطاع الثالث، ولكن في ريادة الأعمال وجدت ان الأمر يختلف، فكيف يمكننا أن نغير طبيعة ريادة الأعمال المرتكزة أساساً على تكوين فريق يعمل بلا مقابل ويكافح لتأسيس المشروع، وبالتالي ستكون العلاقة بين أعضاء الفريق في بدايتها وجذورها هي علاقة “شلة”.
والشلة في عالم الأعمال بدون التعمق في المعنى اللغوي، هي مجموعة عاشت الظمأ حتى وصلت للرفاه، وبالتالي كانوا سوياً على (الحلوة) و (المرة) لم يفرق بينهم خطأ عابر ولا خلاف على مبدأ. فالشللية بينهم أقوى من أي عنصر او شخص دخيل بينهم، حتى وإن كان هذا العنصر ممثلاً لمستثمر يمتلك القرار ويمتلك حصة كبيرة من الشركة.
سأسرد حلاً مبدئياً مقترحاً لرواد الأعمال الآخرين، ارى أن النموذج الامثل لرائد الأعمال الناجح هو الذي يعتبر ان اللحظة التي يوافق فيها على استحواذ مستثمرين او شركات عالمية على شركته، هي لحظة البداية الجديدة بالنسبة له، حتى ولو تم تأمين مستقبله (من خلال الصفقة) بملايين الدولارات.
وحينها يجب عليه أن يختار بين امرين لا ثالث لهما. اما ان يستمر بالشركة في منصب تنفيذي وحينها (يجب) عليه أن يزيل قبعة رائد الأعمال ويضع قبعة التنفيذين، وبطبيعة الحال لعمل (الفصلة) اللازمة لذلك، يمكنه اخذ فترة تدريبية لعدة أشهر او عاماً كاملاً للحصول على مؤهل مثل ماجستير إدارة الأعمال. ثم يعود للشركة جاهزاً لاستلام (وظيفته) الجديدة.
والحل الاخر يكمن في مغادرته الشركة نهائياً والاستفادة من الأموال التي حصل عليها للدخول في استثمارات مختلفة مع الابقاء على حصته في الشركة والمشاركة الفعالة في اجتماعات مجلس الإدارة، إضافة إلى المشاركة بأفكار لتطوير الأعمال لتبقى لمساته متواصلة على وليده الذي أصبح صرحاً كبيراً. وحينها يحتفظ بسمعته ومكانته منفرداً بعيداً عن الشلة وعن الشركة.
الأمر معقد ولكل حالة ظروفها، وأود ان اقول للفريق المغادر من هنقرستيشن، على الرغم من طريقة المغادرة الغير لائقة وبعيداً عن المسببات، سنظل نفتخر بكم ونعتبركم قدوة لنا وللاجيال القادمة. واتوقع ان نراكم قريباً في بداية ريادية جديدة لنقتدي بكم في النهوض بعد التعثر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال