3666 144 055
[email protected]
قبل أكثر من 15 عاما، كانت هنالك نظرة سلبية سائدة عن الشباب السعودي بتعزيز من التواجد القيادي الأجنبي الكثيف آنذاك، بأن السعوديين يبحثون عن الوظائف الإدارية والقيادية فقط رغم محدودية مؤهلاتهم وخبراتهم وان السعودي يطمح ان يصبح مديرا قبل أن يبدأ، وتلك المرحله والثقافة كانت لها مسببات اقتصادية واجتماعية قد تكون غير مبررة، كون ذلك أمراً غير معقول وينافي منطق إدارة الموارد البشرية ويتعارض مع طبيعة قطاع الاعمال.
ولكن في السنوات الثلاثة الأخيرة بدا ذلك السراب يصبح حقيقة وعبر الباب الضيق الا وهو قطاع التجزئة، والذي واجه مقاومة منا جميعا عند البدء بتوطينه، لكن بعض السعوديين والسعوديات الذين تفاعلوا مع فرص القطاع (المُرًة)، أبَوا إلّا أن يخلقوا لهم قصص نجاح وبوقت قصير وأصبحوا فعلا مدراء دون مؤهلات جامعية وبدعم من برامج التوطين والمسارات المهنية التي فعّلتها الشركات الرائدة في قطاع التجزئة والتي تمكّن الشاب او الشابة من ان يصبحوا مدراء لتلك المتاجر او الفروع في فترة زمنية وجيزة وبعد نقل معرفي وتاهيل مقبول نوعا ما، ورغم ان كل ذلك يأتي بضغط من متطلبات وزارة العمل الا أن هؤلاء الفتية استطاعوا ان يصنعوا من حامض الليمون شرابا حلوا كما يقول المثل.
حيث يبلغ اجمالي من يبحثوا عن عمل بالمملكة العربية السعودية حسب النشرة الاخيرة للهيئة العامة للإحصاء ٩٧٠ الف شاب وشابة، ٤٤٪ منهم بعدد ٤٣٠ الف هم من حملة المؤهلات دون الجامعية كالثانوية والمتوسطة والابتدائة إضافة للأمية، وهذه فئة تواجه تحديا كبيرا في ايجاد موقع مميز لها على خارطة سوق العمل، لكن الوضع الراهن لقطاع الاعمال بما فيه من متغيرات لقطاع التجزئة قدم فرصاً ذهبية لم تكن بالحسبان لهذه الفئة من الباحثين عن عمل ، واصبح بالامكان تحوير الانطباع الخاطئ الذي تم أخذه قبل عقدين من الزمن الى حلم يسهل تحقيقه.
وفي الختام اعلم ان قطاع التجزئة ليس خيارا للجميع لكنه يبقى بالنهاية خيارا، كما اعلم ان النجاح بهذا القطاع ليس متاحا للجميع لكنه يبقى متاحا لمن يروا الفرص الواعدة من هذه الفئة، وهذا ما أصبحنا نشاهده عن كثب في شبابنا وبناتنا ممن تمكنوا من قيادة متاجر التجزئة وإدارتها بكل كفاءة واقتدار مما سيولد قصص نجاح اكبر مستقبلا تستحق الفخر بدلا من المقاومة الحالية.
الخلاصة : قال الله تعالى (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم) ..
دمتم بخير،،،،
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734