الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عنوان هذا المقال ليس مجرد رأي أو نصيحة، بل هو مقولة وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى أبنائه من رواد الأعمال السعوديين في إحدى الفعاليات مؤخراً ونوه عنها معالي الاستاذ بدر العساكر في ليوان المديفر. ولهذه المقولة عدة زوايا تفسيرية سأختصرها في هذا المقال.
الزاوية الأولى، تقول ان نتلافى تسرب الطامحين لريادة الأعمال نحو العودة للوظائف او السعي لاكمال الدراسات العليا او غير ذلك، وذلك بعد وقوعهم في اول “مطب” يواجهونه، والمطبات لها أمثلة كثيرة، منها الركود الاقتصادي او ارتفاع رسوم الخدمات او تغير أنظمة التراخيص لانشطة معينة، كل هذه الأمور قد تتسبب بتقليص او إقفال المشاريع المتناهية الصغر، كقرار للخروج بأقل الخسائر. ورغم كل ذلك لابد أن يتذكروا ان تسعة اعشار الرزق في التجارة، ومن ذا الذي يترك الـ 90% من أجل 10%!!
الزاوية الثانية، ان نتلافى تغيير رائد الأعمال للنشاط الذي يعمل فيه إلى نشاط ثاني وثالث ورابع، فكلما لاحت له بدايات خبرة في نشاط، يتوجس من شبح الخسارة ويقفز إلى نشاط اخر، وهكذا حتى ينتهي به الحال إلى البحث عن وظيفة، فيتحول من مشروع رجل أعمال إلى عاطل.
الزاوية الثالثة، تتمثل في عدم الصبر على وضع السوق إلى حين التعافي تدريجياً، وهذا ما بدأنا نلمسه فعلاً، على الرغم من الهزات العنيف في السوق خلال السنوات الماضية، ولكن بوادر التحسن كانت مبهرة في الربع الأول 2019 وهو تأكيد مباشر للمقولة.
الزاوية الرابعة، أرى ان النجاح، بشكل عام، لن تشعر بقيمته وعظم مردوده الا اذا كان ناتجاً عن رحلة طويلة وتضحيات وجهود مضنية يعيشها هذا “المغامر” في بحر ريادة الأعمال، وما يميز هذه المغامرة انها ليست شخصية او محدودة الأثر، بل هي مغامرة جيل بأكمله سيستفيد كل منهم من تجارب الاخر، لتصل الفئة “الصبورة” منهم إلى الريادة بينما ينال المستعجلون وظائف عادية؛ و ربما تكون في شركات مملوكة للصابرين!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال