الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الخطة البديلة أو Plan B تعتبر من الأمور التي يعتبر عدم وجودها عيباً في أي نظام إداري بالشركات والإدارات سواءً في القطاع العام أو الخاص، فتجد الإداري التشغيلي المحنك بشركة ما، لديه دائماً الموظف البديل لتغطية الدوام في الأعياد، ولديه بدائل عن البدائل على إتصال On Call فلا مجال للخطأ في ذلك، فهناك موظفين يستدعيهم وقت الأزمات مع اعتمادات مالية مسبقة لمكافآت تحت بند إدارة الأزمات. كما تجد أن لدى المدير المالي المحنك بدائل عن استخدام الإيرادات المتوقع تحصيلها شهرياً للتحصيل، لأن هذه الإيرادات قد تأتي أقل بكثير من المتوقع، وتكون هذه البدائل غالباً من خلال وجود مبالغ في الخزينة أو أرباح محجوزة لم يتم تسليمها للشركاء بموافقتهم لهذا الغرض أو حسابات مفتوحة مع البنوك للحصول على مبالغ تغطي التكاليف الشهرية للتشغيل وأهمها الرواتب، وكل هذه تعتبر خطط بديلة. والجدير بالذكر، أن تأخير الرواتب في أغلب الشركات يكون غالباً ناتج عن (قصر نظر) المدير المالي، وقلة خبرة المدير العام في وضع هذه الخطط البديلة القائمة على توقع (أسوأ السيناريوهات).
وهناك أمثلة أخرى على الخطة البديلة في إدارة المشتريات، فتجد مدير المشتريات المحترف، يحرص على وجود مخزون مناسب من المستلزمات في المستودعات لتغطية الطلب، و وجود خطة بديلة في حال انتهاء المخزون وهي بوجود مورد بديل أو أكثر غير المورد المعتمد، يمكن الرجوع اليه عند الحاجة مع وجود اتفاقيات مسبقة معه على ذلك.
كل هذه الأمثلة تعتبر معروفة في أي بيئة عمل، ولكن ماذا عن رائد الأعمال، عند تفكيره في طموحه عند شغف البدايات، هل سيضع خطة أساسية عالية، وخطة بديلة (انسحابية) أقل طموحاً مقابل أن تكون (منطقة أمان) وربما تعد تدميراً كاملاً للخطة الأولى. نفسياً، سيسعى العقل نحو منطقة الأمان، وسيسعى القلب نحو الشغف، وغالباً سينتصر العقل، بمعنى أنه من أول يوم في تنفيذ الخطة الأساسية العالية، سيبحث عن مبررات ومعطيات للفشل، وربما سيدفعه عقله الباطن نحو تعظيم هذه المبررات، وربما ستجده بينه وبين نفسه قد بدأ في الخطة البديلة وحجته في ذلك أن تمشي الخطتين بشكل متوازي، ويتناسى أن في ذلك تشتيت وبالتالي ضياع للخطة الرئيسية في مهدها.
أبسط مثال لذلك وهو الأكثر شيوعاً بين رواد الأعمال، أن يبدأ رائد الأعمال مشروعه، وفي نفس الوقت يستفيد من علاقاته التجارية في تقديم وعرض نفسه (كموظف) على أمل أن ينال وظيفة في إحدى هذه الشركات. وقد يرسل سيرته الذاتية للتقديم على وظيفة في شركة قد بدأ التعامل معها كمشروع ريادي، وبذلك يخسر ثقتهم كريادي أو حتى كموظف، لأنه بإختصار (يقفز) من منصة إلى أخرى بلا مبرر واضح، وهذا أكبر مؤشر على عدم ثقته بنفسه، ومن الطبيعي أن لا تسعى الشركات لتوظيف شخص بهذا السلوك.
وهنا سأستخدم خلاصة علقت بها على مقطع قصير لأرنولد شوارزنيجر، الرياضي الناجح، ثم الممثل العالمي التاريخي، وأخيراً السياسي الناجح كحاكم لولاية كاليفورنيا (الأهم في أمريكا)، ومن وجهة نظري هو أفضل من يتكلم عن الريادة في مجالات متعددة كالتي دخل فيها (توالياً) فكلما نجح في واحدة ووصل للقمة فيها عالمياً، انتقل للأخرى، فلم ينفذ خطتين بوقت واحد ولم تكن لديه خطط انسحابية بديلة. الخلاصة هي: “الشك في مقدراتك، يقتل أحلامك أكثر من الفشل ذاته، والشك في مقدراتك هو الباعث الرئيسي لوضع خطة بديلة انسحابية، اسأل نفسك، هل وضعك لخطة بديلة سيؤدي بك للعمل بدافعية عالية، أم سيذكرك دائماً بوجود منطقة الأمان المزعومة وبالتالي يكون تمهيداً للفشل، النصيحة: خطط جيداً ثم اعقد العزم وإنطلق، وتحاشى الشك وأهله”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال