الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ما إن تتأتى سيرة رؤية السعودية 2030، إلا وتتداعى إلى تطلعات السعوديين إحداث نقلة نوعية هائلة في شتى صنوف حياتهم، بصفته هدفاً استراتيجياً تقوم عليه الرؤية يتمثل في تحقيق جودة حياة، عبر محوري تطوير الأنماط وتحسين البنية التحتية من خلال الارتقاء بالنقل والإسكان والتصميم الحضري والبيئة، والرعاية الصحية، والفرص الاقتصادية والتعليمية، والأمن والبيئة الاجتماعية.
وإذا ما كانت الرؤية صورة ذهنية في المستقبل، فإن على عاتق النقل الجوي السعودي مسؤولية كبرى في تحقيق سقف عالٍ من الإحترافية يوائم كل ذلك، ويفي بالطموحات والأهداف المنشودة التي من شأنها المساهمة في خلق بيئة جاذبة للحياة والاستثمار.
وفي ظل ذلك يبقى السؤال: هل الخطوط السعودية قادرة على مواءمة الرؤية، وجديرة بأن تكون ضمن الصورة الحالمة التي نتمنى مشاهدتها؟!
أقول ذلك، لأنني على يقين تام أننا إذا ما أردنا أن نكون بيئة جاذبة للاستثمارات، فإن علينا حلحلت مكامن الخلل في هذا الناقل الرسمي الذي يحمل اسم “السعودية” ويرتبط بها، فهو على صورته الحالية لا يواكب ذلك بكل وضوح، لتبقى أبسط التساؤلات هنا “هل مقاعد رجال الأعمال وأسلوب الضيافة مثلاً، قادرة على تقديم الانطباع الأول “The first impression” على النحو الذي يقنع أصحاب رؤوس الأموال بالإستثمار في السعودية “https://investsaudi.sa/en “.
تقييم الجودة والخدمة في موقع سكايتراكس (Skytraxresearch.com) للشركة العتيدة مخيب للآمال، ولا يمثل الطموح.
كان مزعجاً لي وأنا أرتحل عبر هذه الخطوط وهذه الدرجة، سماع أحد القادمين لاستكشاف فُرص الاستثمار، متذمراً حانقاً وهو يستغرب “عن أي استثمار يتحدثون”.
إن ترسيخ مثل هذا الإنطباع أمرٌ لا يمكن القبول به، ويُعرِّض بسمعة الناقل الجوي وببيئة البلد إجمالاً، لهذا فإن لهذه التفاصيل الصغيرة عواقبها كبيرة على المدى الطويل مالم يتم تداركها بشكل قوي وناضج.
النجاح يولد النجاح والفشل الإداري تتمخض عنه صورة مشوهة أخرى من الفشل، وما يحظى به طيران ” فلاي اديل” من تجارب سيئة للركاب ومن تخلف عن مواعيد إقلاع الرحلات، مزعج وغير مقبول ولا يواكب المرحلة، ويطرح تساؤلاً مهما “هل البنية التحتية والمناخ التنظيمي للطيران المدني” GACA” سبب في ذلك!؟”
بيد أن ما يلفت فعلاً وينقض كل ذلك، هو ضحضحة “السعودية الخليجية” للأمر، ودحضها هذا الادعاء وهي تنجح في الوصول إلى نسبة عالية من الالتزام بمواعيد الرحلات، ناهيك عن حسن التعامل وكرم الضيافة والوجبات الراقية، تعيد إلى الأذهان الخدمات المميز للخطوط السعودية في زمنها الجميل.
برأيي أن العمل الإداري يتطلب تغييراً جذرياً، وثورة تطويرية كبرى ترسم ملامح جديدة وناجعة لتهيئة بيئة النقل الجوي السعودي على نحو يحقق التطلعات والأهداف التي تتماهى مع الرؤية السعودية وتطلعات السعوديين.
تقول رئيسة وزراء بريطانيا التي استقالت مؤخرا تريزا ماي “كان من الصواب المثابرة، وأن أستمر حتى تصبح احتمالات النجاح كبيرة، ولكن من مصلحة البلاد يكون هناك “رئيس جديد”.
وحيث أن هذا السلوك الحضاري لـ ماي قد جاء من منطلق المصلحة، فإن من المنطقية والواجب أن لاتكون خطوط ناقلنا الوطني بوضعها الحالي فالالتفاة لها ضرورية لتحسين وضعها ولتواكب تطلعات البلد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال