3666 144 055
[email protected]
اليوم يبدأ اجتماع منظمة اوبك الـ 176 والذي تترقبه اسواق النفط عن كثب لمعرفة استراتيجية الإنتاج المتفق عليها بعد ثلاثين شهر من جهود وتعاون 24 دولة منتجة من داخل المنظمة وخارجها ومعدلات امتثال تاريخية لاتفاقية اوبك+ لخفض الإنتاج التي بدأت مطلع عام 2017.
يُعد مقياس متوسط الخمس سنوات لمخزونات النفط التجارية في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) هو الإجراء الأساسي لاستراتيجية اوبك الإنتاجية، وكان مرجعاً على مدى 30 شهر منذ بدأ تطبيق اتفاقية اوبك+ واستطاعت اوبك تحقيق توازن السوق وخفض المخزونات كالتالي:
* انخفضت مخزونات النفط التجارية في (OECD) لشهر مارس عام 2018 بمقدار 40 مليون برميل عن متوسط الخمس سنوات الأخير، مما يعني ان تخفيضات انتاج اوبك+ بـ 1.8 مليون برميل يومياً والتي بدأت في يناير 2017 كانت ناجحة في خفض مخزونات النفط إلى ما دون متوسط الخمس سنوات بعد 15 شهراً من بداية استراتيجية خفض الإنتاج.
* نجاح اوبك+ في تحقيق هدفها المتمثّل في تقليص مخزونات OECD إلى مادون متوسط الخمس سنوات ذهب باجتماعها الـ 174 في شهر من يونيو 2018 إلى قرار العودة إلى نسبة امتثال %100 اعتبارا من بداية شهر يوليو 2018. وهذا يعني ان اوبك كانت قد خفضت 600 الف برميل في اليوم اكثر مما كانت تهدف اليه.
* في شهر سبتمبر 2018، وصلت مخزونات OECD الى 25.3 مليون برميل أقل من متوسط الخمس سنوات الأخيرة.
على مدار الـ 30 شهرا الماضية، استندت استراتيجية مستويات انتاج اوبك+ إلى مقياس متوسط الخمس سنوات لمخزونات (OECD) وتحركت الاسعار بالتوازي مع الاستراتيجية حتى وصول سعر خام برنت ذروته في اربع سنوات عند 86 دولار، اخذت مستويات مخزونات OECD التحرك في اتجاه مختلف بغض النظر عن مستويات الامتثال العالية للتخفيض، وبغض النظر عن تخفيضات الإمداد غير الطوعي من فنزويلا وليبيا وإيران.
هناك الكثير من الملاحظات على تحركات مخزونات OECD والتي اصبحت تتحرك وفقا لأهواء وكالة الطاقة الدولية والتي تعلن مستوياتها مستويات مخزونات OECD كالتالي:
* من المثير للدهشة، انه وبعد شهر واحد فقط، اي في شهر اكتوبر عام 2018، تجاوزت مخزونات OECD للنفط 22.5 مليون برميل عن متوسط الخمس سنوات الأخير، مما أثار تساؤلات أساسية حول موثوقية بيانات مخزونات OECD.
* وبذلك فإن صعود مخزونات OECD كان غير منطقي خصوصا عندما صعد سعر خام برنت إلى 86 دولار (أعلى مستوياته في اربع سنوات) في شهر اكتوبر عام 2018، ثم هبطت أسعار النفط فجأة إلى أدنى مستوى خلال 16 شهرا الى 54 دولار لخام برنت في نهاية ديسمبر 2018، بعد أن ارتفعت مخزونات OECD الى 28 مليون برميل أعلى من متوسط الخمس سنوات الاخيره. وقد أثار ذلك المزيد من التساؤلات حول مخزونات OECD للنفط للاستمرار كمقياس موثوق.
مما يعني أنه اصبح مؤشر عديم الموثوقية، مما يُحتّم على منظمة اوبك إعادة النظر بهذا المؤشر في استراتيجياتها القادمة وهذا مانشرناه حصرياً في صحيفة مال في مقال بعنوان:”هل مؤشر مخزونات OECD موثوق؟” فضلا أضغط هنا.
* بحلول يناير 2019 غيرت اوبك+ استراتيجية جديدة لخفض 1.2 مليون برميل يومياً لمدة ستة اشهر، عندها كانت مخزونات OECD حوالي 50 مليون برميل اعلى من متوسط الخمس سنوات الاخيره.
* عندما اجتمعت اللجنة الوزارية لاوبك+ “JMMC” في جدة في شهر مايو المنصرم، كانت مخزونات OECD اعلى بـ 22.8 مليون برميل من آخر متوسط لها في خمس سنوات الاخيرة، بينما كانت مخزونات يناير 2019 عند 19 مليون برميل أعلى من متوسط الخمس سنوات الأخيرة عندما بدات اوبك+ تخفيض الإنتاج بـ 1.2 مليون برميل يوميا، مما يعني ان مخزونات OECD آخذة في الازدياد بصرف النظر عن تخفيضات إنتاج اوبك+ علاوة على ذلك، فإن الاتجاه لا يقتصر فقط على تخفيضات الإنتاج الطوعية لدى منتجي اوبك+ بل يشمل التخفيضات الغير طوعية لإمدادات فنزويلا وليبيا وإيران.
نجحت اوبك + على مدى 30 شهر في الحفاظ على امدادات كافية للطلب واستيعاب الفائض بالرغم من عدم موثوقية مقياس متوسط الخمس سنوات لمخزونات OECD، ولذلك هناك العديد من الأسئلة ستكون اجابة اوبك عليها معيار للنجاح القادم في تحقيق استراتيجية إنتاج مناسبة بناء على مقياس مخزونات موثوق:
– هل اقتنعت اوبك اخيرا بأن مقياس مخزونات OECD التابع لوكالة الطاقة الدولية غير موثوق؟ ولماذا بعد 30 شهراً من جهود اوبك+؟
– هل ستُركز استراتيجية اوبك الجديدة على مخزونات النفط الامريكية بشكل أساسي؟
– إذا كانت الإجابة بنعم، فهل النفط الصخري والذي أدى إلى زيادة الإنتاج امريكا فوق 12 مليون برميل يوميا هو الذي دفع اوبك إلى تغيير مقاييس مخزونها؟ أم أنه تغيير في الإطار الزمني الذي دفع اوبك إلى النظر في مقاييس المخزون المختلفة بعد تحقيق هدفها؟
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734