الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كانت البطالة 2016 عندما أعلنت رؤية السعودية 12.3%، والهدف المعلن للرؤية أن يتم خفضها إلى 7% بنهاية 2030. وذلك الهدف إن تحقق خلال العشر سنوات القادمة من عمر الرؤية فإنه يعني توظيف أكثر من 4 ملايين سعودي وسعودية.
لكن يجب أولا كسر حاجز الـ 12% للبطالة بنهاية العام الجاري 2019 او العام المقبل 2020، فذلك الرقم سبّب حاجزا نفسيا لصانعي القرار والجهات الرسمية المنفذة، وكذلك للقوى العاملة السعودية والمجتمع بشكل عام.
فرغم ما يُبذل من جهد إلا أن الأثر في نسبة البطالة لا يكاد يذكر. فقد تراوحت النسبة بين 12.3٪ و 12.8٪ بين عامي 2016 و 2019، وهي ليست عالية فقط بل محبطة.
الإحصاءات الرسمية تدل على أن السبب المباشر للارتفاع الكبير للبطالة هو معدل البطالة بين الإناث الذي لم ينخفض عن 31.7٪ مطلقا. وإن كانت البطالة بين الذكور قد ارتفعت من 5.3٪ العام 2015 إلى أكثر 7.5٪ العام 2017 إلا أنها تراجعت إلى 6.6٪ هذا العام. وهذا يعني أن خفض معدل البطالة عن 12٪ لن يتحقق إلا بتوظيف جيوش العاطلات من الإناث.
المجتمع السعودي مجتمع محافظ، ومالم يتم ضمان أعمال وبيئة عمل مناسبة للمرأة فلن يقبلن وأهلهن بالعمل في أماكن غير مناسبة لهن، وإن قبل البعض منهن لظروفهن فإن الغالبية لن تقبل وهذا ما تؤكده الاحصاءات. لذلك يجب العمل على تحسين بيئة العمل إجمالا وخاصة للنساء تحديدا، وفتح المجال للمرأة في المجالات المناسبة لها وتمكينها كبديل للعمالة الوافدة، وقد أثبتن جدارة في العمل من حيث جودة الإنتاج والاستمرارية.
وكحل سريع لتوظيف أعداد أكبر من السعوديين في المؤسسات الكبيرة والمتوسطة وحتى الصغيرة، أرى أن يتم إلغاء نظام دعم رواد الأعمال عن طريق تقديم 9 تأشيرات عمل لكل مؤسسة جديدة، وقد ذكرت خطورة هذا الإجراء في حينه في هذا المقال هنا. وأعتقد أن وزارة العمل تدرك الأن ضرر ذلك الدعم.
ومشكلة التستر التي يعلم الجميع أنها أم المشاكل في سوق العمل السعودي، فما لم يتم القضاء على التستر فلن يستطيع السعوديون دخول العمل الحر، ومن يدخل منهم فلن يستطيع الصمود.
كما أن تشجيع العمل الحر عن طريق تكوين الشراكات بين الشباب السعوديين سيحل الكثير من مشاكل الشباب الراغبين في العمل الحر من جانب، ويعمل على توظيف أعداد كبيرة منهم وإخراجهم من قوائم البطالة. وهذا الحل لا أدري لماذا لا يقبل عليه الشباب السعودي رغم نجاحه مع كثير من الجنسيات غير السعودية العاملة في السوق السعودي.
في المدى المتوسط ستكون مشاريع الرؤية الكبيرة وتحديدا مدينة نيوم والقدية والبحر الأحمر، ومشاريع الصناعات العسكرية هي الموظف الأهم للشباب السعودي، خصوصا المؤهل منهم. وحين يبدأ العمل في تشغيل تلك المشاريع سوف نرى تحسنا واضحا في معدلات التوظيف، وتراجعا في نسبة البطالة.
لكن على المدى الطويل تظل الصناعات الكبيرة والأساسية هي الموظف الأهم والقادر على توظيف أكبر عدد من الشباب، ولن يستطيع أي مجال أخر في الاقتصاد السعودي استيعاب قوى العمل السعودية التي تتدفق لسوق العمل سنويا والتي تتجاوز 300 ألف، وسوف تزداد الأعداد بتزايد السكان السعوديين.
أخيرا كسر حاجز الـ 12% سيكون له أثر إيجابي في حجم التوظيف والاستمرارية ودعم القوة الشرائية والذي سيؤدي إلى تحريك ركود الأسواق التجارية ما يعني مزيدا من التوظيف.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال