الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بحثت عن إحصاءات لحجم المبالغ التي تنفقها الاسر السعودية على الصيانة المنزلية فلم أجد ما يمكن الاعتماد عليه، لكن أعتقد أن الرقم كبير خصوصا في المدن، ونسبة ما تستقطعه الصيانة من ميزانية الأسرة شهريا كبير. و أن الجزء الأكبر من المبالغ المنفقة على الصيانة يذهب كأجرة لليد العاملة.
من المؤسف أن معظم الأسر السعودية تعتمد على العمالة في صيانة المنزل حتى في أبسط الأمور التي لا تحتاج لمهارات مطلقا. وتلك الحقيقة عرفها العُمّال جيدا، وعرفوا أن المواطن السعودي لم يعد يرغب أو يعرف القيام بأي عمل مهما كان سهلا، لذلك أصبحت أجور عمالة الصيانة المنزلية مبالغ فيها بصورة كبيرة.
الأسرة التي يستطيع بعض أفرادها إجراء بعض جوانب الصيانة في المنزل سوف توفر مبالغ كبيرة من إنفاقها الشهري والسنوي والاستفادة من تلك المبالغ في مجالات أخرى.
ومن يرغب في خفض نفقات الصيانة السنوية عليه العمل على تعلم بعض مهارات الصيانة في الكهرباء والأجهزة المنزلية والسباكة والدهان والأمور الأخرى التي يحتاجها المنزل. وكإجراء بسيط قبل طلب عامل الصيانة. كما يمكن للأسرة البحث في الإنترنت لمعرفة كيف يمكن القيام بأمر معين ، فكثير من أمور الصيانة سهل جدا ويمكن القيام به لمجرد مشاهدة فيديو عنه.
من الجوانب الجميلة في الصيانة المنزلية مع عائدها المادي الكبير أنها ممتعة، وتريح الأسر من تكرار دخول العمالة للمنزل والتعرف على كثير من أسرار البيوت . والأجمل أن من يمارس الصيانة المنزلية ترتفع مهاراته بمرور الوقت بشكل سريع جدا حتى يصبح غير محتاج لوجود العمالة للصيانة في منزله إلا في الأعمال الشاقة، أو التي تتطلب مهارات عالية متخصصة، وكلا الأمرين حدوثه قليل جدا.
أخيرا على الجهات الرسمية والخيرية التي تعد الشباب المقبل على الزواج بدورات مختلفة أن تجعل من ضمن تلك الدورات دورة عن الصيانة المنزلية، وأن يكون مقدمو الدورة مهنيون محترفون ممارسون.
وإن تم إقامة تلك الدورات طوال العام بأجر رمزي للأسر التي ترغب في تعلم بعض مهارات الصيانة المنزلية، فسوف يكون لها مردود كبير على الاقتصاد القومي في المدى الطويل؛ من خلال خفض إنفاق الأسر على هذا الجانب المهم، وخفض أجور الصيانة في السوق نتيجة خفض الطلب على العمالة، وربما يمتهن بعض الشباب بعض مجالات الصيانة وتكون مصدر دخل لهم بعد تجربتها في منازلهم. وعلى المدى الطويل سوف تنخفض أعداد العمالة الوافدة في هذا المجال بشكل كبير قطعا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال