3666 144 055
[email protected]
نشرت وزارة الشئون البلدية والقروية قبل اسبوعين خبر مفاده عزمها للتحول الى الطاقة الشمسية لإنارة الشوارع والمتنزهات والحدائق ، ذلك ضمن خططها المستقبلية لتركيب ١,٢ مليون عمود.
ووفقاً للدراسات التي قامت بها الوزارة والتي قالت إن العائد الاقتصادي يصل الى ٥٠٪ من الطاقة مقارنة باستخدام مصادر الطاقة التقليدية .
وهنا تبرز المخاوف بوقوع الوزارة في خطأ مفهوم كفاءة الطاقة الشمسية في المملكة والذى أدى إلى ظهور هذه النتيجة الغير واقعية .
فجميع العوامل لحساب كفاءة استخدام الطاقة الشمسية لإنارة الشوارع ومقارنتها بالتقليدية تأتي لصالح الطاقة التقليدية من ارتفاع تكاليف البطاريات و كابلات التمديد والصيانة التي تُستخدم لأعمدة الطاقة الشمسية.
إلا ان هناك مفهوم واحد خاطئ يقع فيه كثير من المهندسين يعطى نتائج غير صحيحة بكفائة أعمدة الإنارة بالطاقة الشمسية مقارنة بالتقليدية.
ولدي مخاوف كبيرة ان الوزارة وقعت فيه مما نتج عنه أخذ هذا القرار المكلف مالياً والذي اتمنى من الوزارة بإعادة النظر بقرارها .
وهو ان توفير الطاقة في فترة الليل سوف يوفر من استهلاك براميل النفط .
و علي هذا المفهوم الخاطيء يقومون بحساب استهلاك كل عمود من الكهرباء بالوات ويحولونه الى براميل مكافئة ليصلوا الى نتيجة أنهم قد وفروا كمية من حرق براميل النفط ويقدروا سعرها بالسوق العالمي لتظهر لهم ارقام خيالية من التوفير.
وهذا خطأ كبير فمهما تم توفير من طاقة في فترة المساء لن يوفر في أستهلاك الطاقة الكهربائية وحرق براميل النفط والسبب أن المملكة بطبيعة أجوائها ونمط الاستهلاك لديها هي من الدول القلائل في العالم التي يأتي ذروة الطلب على الكهرباء في النهار وليس في المساء
وعليه فمهما وفرنا من طاقة بديلة في المساء فإن تصميم احتياج المملكة من الطاقة يأتي علي حساب استهلاك النهار ( من الساعة ١-٤ عصرا).
فبناء محطات توليد الكهرباء لن تأخذ بالاعتبار أي توفير للطاقة في المساء.
ولأن السعودية قامت باستبدال محطات التوليد لديها الى الدورة المزدوجة ذات الكفاءة العالية في التشغيل ، إلا ان نقطة ضعف هذه التقنية يكمن بصعوبة إطفاء المحركات في اوقات المساء فمهما وفرنا من طاقة بديلة مساءً فإنه لا يؤثر على قيمة الاستثمار الرأس مالي لمحطات التوليد ، واي تخفيض في الطاقة مساءً سوف يضطر الشبكة الى حرق الوقود و انتاج الكهرباء والتخلص منها لصعوبة إطفاء محطات الدورة المزدوجة.
الطاقة البديلة في المملكة سوف يكون لها تأثير كبير وساحر في التكلفة لو استخدمت لتوفير الطاقة وقت ذروة الطلب في النهار أو في المناطق المعزولة البعيدة عن مصادر الطاقة التقليدية ، وأي استخدام لها خارج أوقات ذروة الطلب سوف يعمق من خسارة الوطن والمواطن .
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734