الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بعد القرار الذي أقره مجلس الوزراء بالسماح لبعض المنشآت الاقتصادية للعمل 24 ساعة وفقاً لشروط ولوائح ورسوم محددة. هذا القرار يحصد إيجابيات اقتصادية كبيرة على الدولة و المنشآت الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة. فتوفير المنتجات في أوقات مختلفة يُسهّل الوصول لها مما يزيد من الاستهلاك الفردي ويساهم في رفع المشاركة الاقتصادية.
القطاعات المذكورة لها ثقل كبير في السوق السعودي والمتوقع أن تحدث تطور في نوعية وكمية الخدمة المقدمة. الأهم من ذلك هو إحداث الحراك الاقتصادي الذي تخلقه هذه القرارات. كثير من الأحيان يستقر الاقتصاد على نمط معين لعقود من الزمن، فلذلك تجد ركود ذهني يعيق عن التطور والتجدد (مثال ذلك: البقالة والمغسلة والمخبز وغيرها) التي استمرت سنين بدون أي قفزة نوعية. ولكن بحدوث قرار اقتصادي في البلد فإن كثير من المتغيرات المباشرة وغير المباشرة ستتأثر والذي يزيد الضغط على التاجر كي يتوائم مع متطلبات البيئة واحتياجاتها.
الرؤية الاقتصادية المتجددة المتوافقة مع رؤية 2030 ستضيف قيماً جديدة وستلغي تصورات ونمطيات اقتصادية عفى عليها الزمن. من المتوقع أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة ستحقق أكبر فائدة من هذا القرار لأن المرونة في التغيير أسهل وأسرع وسهولة الوصول للمستهلك ستكون أوسع.
أحد أهم المزايا من القرارهو زيادة التوظيف للمرحلة الشبابية سواء عمل دائم أو جزئي لأن قطاع التجزئة يعتمد -بشكل عام-على الأيدي التي ستقابل المستهلك فكلما زاد عدد الأيدي البائعة زادت الإيرادات. ستنجح هذه الفرص الوظيفية لكونها في أغلب الأحياء السكنية، ليست متكتلة في المركز الرئيسي، فالموظف يسهل عليه الوصول للمكان والرجوع لأنه في حيزه السكني . استغلال الشباب هذه الفرصة الثمينة لتطوير الاعتمادية الفردية ومهارة التواصل مع المستهلك يرفع من الكفاءة الوطنية في بناء شخصية اعتمادية عرف قيمة المال والوقت المبذول. في الوقت نفسه تفتح فرصة تطويرية لدخلٍ ثانٍ لكل من يعمل عمل جزئي مسائي.
من يعمل في نظام المناوبة الليلة يشعر بعزلة في كثير من الأحيان حيث لا يوجد شيء فاعل ومتحرك في هذا الوقت. مثل هذا القرار يعطي فرصة لمثل هذه الشريحة من العيش بطريقة أكثر سهولة لتحقيق حياة اجتماعية متزنة. إيجابيات هذا القرار متنوعة ابتداء من 100 مليار زيادة في الإنفاق الاستهلاكي ومن تنويع مصادر الدخل. وهذا بدوره يزيد ضغطاً مالياً على الأفراد بحكم التجشيع على الاستهلاك صباحاً ومساءً. على الفرد أن يجد نقطة الاتزان بين مصاريفه ودخله وإلا سيكون في دوامة مالية ترهق الفرد. هناك احتياج كبير في الوعي الاستثماري والفرص الاستثمارية المتاحة في هذا البلد حتى نبني مجتمع يبني وينتج. التوازن بين البناء والاستهلاك مهم لإتمام عجلة دوران الاقتصاد بشكل إيجابي.
من أبرز النقاط السلبية المتوقعة أن ذلك قد يزيد من قابلية الناس للسهر والذي سيؤثر على النمط الحياتي والعمل الصباحي للموظفين. وكإداري ألاحظ أن الخميس والأحد أكثر الأيام تأخراً من الموظفين بسبب سلوك السهر فكيف لو كان كثير من المقاهي والمطاعم مفتوحة كل الوقت وطوال الأسبوع؟.
أهمية الموازنة الاجتماعية في الحياة وخاصة النوم الصحي المثالي، الذي يُعد من أهم عوامل النجاح للفرد. الشخص الناجح والمنجز يضع حداً للهدر الزمني ويدير الوقت بشكل فاعل ولا شك مثل هذا القرار يزيد فرص خلخلة البرنامج اليومي من خلال اجتماعات ليلية أو نقاشات متأخرة وغيره مما يستهلك كثير من الوقت والجهد. الصباح والتبكير مفتاح البركة والتوفيق والنجاح فلا نفرط فيه مهما كانت الخيارات المتاحة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال