الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تحكي بعض الروايات قصة مفادها أنه في أوائل عام 1969، وقف مهندس من جنرال موتورز أمام أحد المكاتب التابعة لوكالة ناسا للفضاء في محاولة لإقناع المسؤولين بأهمية أن تحمل مركبة الفضاء على متها عربة قادرة على السير على سطح القمر. وبحسب الرواية فإنه بذل كثيراَ من الجهد لتكون تلك العربة ذات فائدة للبشرية في حال نجحت في السير على سطح القمر، فكان يأمل أن يدخل اسم شركته للتاريخ عبر المشاركة في هذا الحدث. ورغم اليقين الكامل بأن الصدفة وحدها هي التي جمعت خبرين على درجة عالية من الأهمية حيث كانت الأوساط العلمية تحتفل بذكرى هبوط البشرية على سطح القمر خلال هذا الأسبوع، الذي سمعنا فيه أيضاَ عن محادثات حول اتفاقية تعاون بين فيرجن هايبرلوب ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية لدراسة إمكانية استضافة مركزاَ للتميز يضم مضمار اختبار ومركز للأبحاث وورشة لإنتاج العربات.
هذه الصدفة حفزتني للحديث حول تأثير الإنجازات العلمية الكبرى على واقع البشرية على الأرض. وهنا أحاول أن أركز على جوانب محددة كالتسويق والصناعة على سبيل المثال. فعبر أكثر من عقد تلت الهبوط على سطح القمر، تطورت التقنيات على الأرض وتم تحفيز جيل بأكمله للالتفات لأهمية الهندسة والعلوم المعرفية. حتى من ناحية التسويق والإعلان كانت الشركات الكبرى شديدة الحذر في تلك المرحلة وتتخوف من الاندفاع في الإعلان خوفاَ من أي انعكاسات سلبية على مسألة سلامة رواد الفضاء وعودتهم من الرحلة سالمين، فكان الإعلان يأخذ صورة متواضعة. أما بعد أن تحقق الإنجاز فقد أصبح الجميع يتسابق على الظهور. واليوم أصبحنا نلاحظ الشركات تستعيد رصيدها من المشاركة في الحدث خلال تلك الحقبة وتبني عليه أفكاراَ جديدة. فولكس واجن على سبيل المثال لا زالت تستعيد ذكرى إعلانها المطبوع عن مركبة فضائية أشبه ما تكون بسيارة البيتلز وكتب تحتها عبارة أنها ربما تكون قبيحة لكنها تصل بك للهدف.
اليوم تعيد الشركة التصور العام للإعلان بشكل جديد. ففي إعلان مطبوع أيضاَ تظهر مركبتين للشركة أحدها كهربية صنعت مؤخرا وكتب تحتها في هذا العام أصبح الناس أشد هوسا بالبيئة. والمركبة الأخرى بمحرك عادي صنعت في ستينات القرن الماضي وكتب تحتها في هذا العام أصبح الناس شديدي الهوس بالقمر. وحتى شركة صناعة الطائرات بوينج ذات الباع الطويل في التعاون مع ناسا كان نص رسالتها في إعلانات تلك الحقبة هو، “إذا كانت ناسا تثق بنا، فيمكنك الوثوق بنا”
وبما أننا نتحدث عن بوينج فإننا الآن ومع تقنيات (الهايبر لوب) الجديدة نعلم أن التنقل بنفس سرعة الطائرات على الأرض الذي كان بمثابة الحلم قبل سنوات يكاد يتحقق اليوم ومع الاتفاقية التي سمعنا عنها، كل ذلك في ظل التقنيات الحديثة كالتفريغ الهوائي والرفع المغناطيسي. لكن السؤال الذي نطرحه نحن كقراء هو كيف يمكن أن تؤثر وسيلة مواصلات مثل (الهايبرلوب) على صناعة الطيران والرحلات الجوية، لا سيما وأننا نتحدث عن الوصول من مدينة الرياض إلى جدة مثلا فيما يقارب الفترة الزمنية لرحلة الطيران؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال