الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عزيزي العامل في البنوك وشركات التأمين وشركات التمويل وغيرها من الشركات التي تشرف عليها مؤسسة النقد، كلي ثقة بأنك بعد قراءتك لهذا المقال ستذهب إلى محرك بحث جوجل وتبحث بلا تردد عن مدونة مبادئ السلوك وأخلاقيات العمل في المؤسسات المالية التي أصدرتها مؤسسة النقد (ساما) مؤخرا لتقرأها وتفهمها وتطبق مافيها. ثقتي بذلك ليست نابعة من أي شيء سوى أنني أعلم يقينا بأنك ملتزم بالنظام وحريص أشد مايكون الحرص على نجاحك في عملك إلى آخر يوم فيه!
خلال الأيام الماضية، أصدرت مؤسسة النقد مدونة تهدف إلى ترسيخ مبدأ العمل بطريقة مبنية على القيم والأخلاقيات والنزاهة والأمانة. هذه المدونة تحوي عددا من المبادئ التي على المؤسسات المالية كالبنوك وشركات التأمين والتمويل وغيرها الالتزام بها مثل مكافحة الفساد، التعامل مع الهدايا، التعامل مع حالات تعارض المصالح، الحفاظ على سرية المعلومات، الابلاغ عن المخالفات وغيرها.
ولأن العنصر البشري هو أساس أي عمل، فمن المهم جدا على منسوبي المؤسسات المالية الالتزام بهذه المدونة، ليس ذلك فقط وإنما أيضا معرفة أهمية ذلك. فعلى الرغم من أن مؤسسة النقد طالبت المؤسسات المالية “نظاما” بالالتزام بمبادئ السلوك وأخلاقيات العمل، إلا أن على المنسوبين الإدراك أيضا بأن واجبهم نحو الالتزام بهذه المدونة ليس متطلبا نظاميا فقط، وإنما هو عنصر مهم من عناصر نجاحهم الشخصية أيضا!
لايوجد أغلى من السمعة، والسمعة رأس مال الموظف الناجح. إن عدم التزامك بمدونة السلوك وأخلاقيات العمل يعرضك للمخاطرة بسمعتك، فليس هناك ماهو أشد ضررا بسمعة الشخص من ارتباط اسمه بحالة اختلاس أو احتيال أو رشوة أو تسريب لمعلومات داخلية. إن الخدش الذي تتعرض له السمعة ليس من السهل أبدا معالجته أو ترميمه، وسيبقى مع الشخص دائما وأبدا أينما حل وأينما ذهب، خصوصا في عالمنا الجديد الذي يمتلؤ بوسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.
كما أن التزامك بمدونة سلوك وأخلاقيات العمل سيجعل سجلك لدى المؤسسة نظيفا وخاليا من أي أمور تمس بأسلوب أدائك للعمل بطريقة غير سليمة أو تهدف إلى تحقيق الغاية حتى ولو ساءت الوسيلة. إن السجل النظيف حتما وبلاشك سيخلق لك فرصا أكبر داخل المؤسسة للحصول على الترقيات والوصول إلى مناصب أعلى بإذن الله.
وفي المقابل، فإن عدم التزامك بمدونة السلوك وأخلاقيات العمل سيعرضك للمساءلة القانونية والتحقيق. وفي حال ثبوت عدم التزامك بها فقد تتعرض لدفع غرامات مليونية والسجن لسنوات طويلة كما في حال الرشوة مثلا. تخيل بأن الموظف – في حال عدم التزامه بالمدونة لاقدر الله – سيتعرض لعواقب وخيمة كان قادرا على تجنبها لو أنه استوعب المدونة والتزم بها.
وأيضا، فإن التزامك بمدونة السلوك وأخلاقيات العمل سيساهم بإذن الله في تعزيز فرصك في الحصول على مزايا وظيفية أفضل، حيث سيساعد التزامك بالمدونة مؤسستك على النجاح. يكون ذلك عندما تساهم قراراتك وتصرفاتك التي قمت بها أيا كان موقعك في منظومة العمل في المحافظة على سمعة المؤسسة وزيادة ثقة الناس بها وهو بالتالي مايعني عملاء أكثر وأرباح أعلى ومميزات أكبر تحصل عليها بصفتك أحد منسوبي هذه المؤسسة.
وأخيرا وليس آخرا، إن التزامك بمدونة السلوك وأخلاقيات العمل يساهم في صناعة بيئة عمل مريحة واحترافية وهي البيئة التي قد تقضي فيها وقتا أكثر من الوقت الذي تقضيه مع أهلك وأبنائك. ليس هناك أجمل من بيئة عمل تسودها النزاهة والأمانة والعدل والشفافية. إن العمل في بيئة احترافية بلا شك يساعدك على التركيز على عملك وتطوير نفسك ويجعلك تتجنب إضاعة الكثير من الوقت في التعامل مع مسائل ناتجة عن عدم الالتزام بمبادئ المدونة.
ماذكرته أعلاه بعض من الفوائد التي ستجنيها – بإذن الله – من التزامك بمدونة السلوك وأخلاقيات العمل بصفتك منسوبا لأحد المؤسسات المالية. هي فوائد ستساعدك على النجاح على المستوى الشخصي تماما كما ستساهم في نجاح مؤسستك أيضا. أعتقد بأن بعض الدقائق من وقتك الثمين لن تكون كثيرة على الإطلاع على المدونة واستيعاب متطلباتها وماتتوقعه منك، خصوصا إذا ماعلمت بأن هذه الدقائق ربما تكون سببا في نجاحك الباهر يوما ما، أو منقذا لك من كارثة وظيفية لاقدر الله!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال