الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ذكر الكاتب المعروف بيتر دراكر بأن (ثقافة المنظمات تستطيع التهام اي استراتيجية كشخص يلتهم الطعام على مائدة الافطار) وهذا الوصف البسيط الطريف يعكس تماما اهمية الدور الذي تلعبه ثقافة المنظمة في نجاح او فشل المشاريع والمبادرات.
واليوم وفي عصر المتغيرات التي نعيشها من حولنا، ارتفعت وتيرة المبادرات والمشاريع لدى تلك المنظمات ومثلما نجحت بعضها الى ان البعض الاخر باء بالفشل لعدة اسباب.
والمنظمات اليوم هي كجسد الانسان الذي ما ان تحاول ادخال جسم غريب عليه، الا ويثور ذلك الجسد ممانعا و معيقا لهذا الجسم الغريب.
ونظرا لما تبذله المنظمات من جهد وما تصرفه من اموال طائلة على هذه المبادرات والمشاريع ولتجنب فشلها، هناك عدة نقاط يجب اخذها في الاعتبار لانجاح هذه المشاريع و المبادرات.
اولا: وضوح غرض و اهداف تلك المبادرات حيث أن الكثير منها يكتنفها الغموض او عدم الشفافية مما قد يؤثر على مصداقيتها او جدواها وليس هذا فحسب ! وضوح الغاية وكونها مبنية على معلومات وبيانات صحيحة وربطها باستراتيجية المنظمة و ايضاح تقييم العائد من الاستثمار فيها هو فن بحد ذاته لا يتقنه الكثيرون مع الاسف.
ثانيا: التخطيط و الاستعداد المبكر من خلال تحليل الوضع الراهن ومدى جاهزية افراد المنظمة لتقبل هذا التغيير ووجود البنية التحتية المناسبة ومعرفة المخاطر المحدقة ووضع ما يسمى بخارطة طريق لادارة التغيير.
ثالثا: بناء تحالفات داخلية مع صناع القرار و المؤثرين داخل المنظمة لقيادة ودعم تلك المبادرات حيث أنهم من احد اهم العوامل التي تزيد من نجاح المبادرة او المشروع بشكل كبير.
رابعا: التواصل مع افراد المنظمة برسائل واضحة وجعلهم يشعرون بأنهم جزء من هذه الرحلة وجزء من نجاح هذا المشروع حيث أن العديد من المنظمات تقوم بتلك المبادرات بمعزل عن الافراد او بعضهم مما قد يؤدي الى مقاومة تلك المبادرات والمشاريع
خامسا: وجود راعي او حاضن واضح لهذا المشروع او لتلك المبادرةحتى لاتقوم كل ادارة او يقوم كل فرد في هذا المشروع بالقاء اللوم على الاخرين في حالة عدم تحقيق الانجاز المأمول.
و سادسا واخيرا: المحافظة على استدامة تلك المبادرات والمشاريع من خلال حوكمتها و وضع سياسات و اجراءات تحدد الادوار و الاهداف و الية العمل حيث أن الكثير من المبادرات تنتهي او تموت بانتقال المسؤولين السابقين عنها الى جهات اخرى.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال