3666 144 055
[email protected]
الأمر الملكي الكريم بتعيين الأمير عبد العزيز بن سلمان وزيراً للطاقة هو انعكاس طبيعي لما تقتضيه حاجة الموقف والمرحلة. رؤية المملكة انطلقت منذ ما يقارب الثلاث سنوات. وهي تدخل – هذه الأيام – مرحلة جديدة والتي تتطلب فيها قيادات ذات سمات نوعية وأدوات مختلفة. وهذا هو الحال في التعاطي مع الخطط الاستراتيجية في ارتقاء مراحلها التكاملية.والتي لا تتحمل أي تخبط.
فعلى سبيل المثال، رأينا تعيين رئيس مجلس إدارة جديد – من عالمالاستثمارات والاكتتابات – لشركة أرامكو السعودية التي تتهيأ لطرح جزء منها في الأسواق المحلية والعالمية. وفصل الصناعة والثروة المعدنية في شكل وزارة مستقلة – وتعيين وزير من القطاع الخاص الصناعي – لأهمية تفعيل هذا الملفلصالح الناتج المحلي وتنويع مصادر الدخل. واليوم نرى وزير جديد لوزارة الطاقة.
والسؤال هنا لماذا عبد العزيز بن سلمان؟
وزارة الطاقة – التي هي من أهم الوزارات – تحتاج لقيادة بسمات نوعية. لديها الوعي المنهجي والمعرفة العميقة والقدرة على التركيز والدراية التامة بملفات ربما هي الأعقد – على المستويين المحلي والدولي – في شئون الطاقة واقتصاداتها وهمومها.
الوزير الجديد تخرج في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران. حصل على درجة البكالوريوس بتفوق ومن ثم عين معيد. وحصل على درجة الماجستير بتفوق أيضاً. شغفه ومبادراته الشخصية في تثقيف نفسه – فوق متطلبات الدراسة في هذه الجامعة المعروف مستواها عالمياً – وضعته تحت الأنظار في الجامعة وفي الوسط العلمي في اقتصاديات الطاقة لتميزه في هذا المجال.
وصل الأمير عبد العزيز لمستوى أن يحسب وبجدارة ضمن ذوي الخبرة والمعرفة في اقتصاديات الطاقة بالرغم من صغر سنه وقتها. وقد ظهر ذلك من خلال مشاركته واشرافه في البحث العلمي الذي قدمه كخبير علمي سعودي وايجاد مكان له بين خبراء اقتصاديات الطاقة عالمياً. وهذا أكسبه مصداقية جعلته قادر على استضافة أسماء لامعة في هذا المجال لم يكن يتوقع أحد أن يمكن اقناع مثل هذه الأسماء لزيارة المملكة.
وبعد التحاقه بمعهد البحوث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ووصوله لقيادة إدارة بحوث اقتصاديات الطاقة – وهي ضمن ست إدارات بحثية في هذا المعهد المعروف عالمياً – بدأ نجم الأمير عبد العزيز يلمع كقيادة شابة مؤهلة لترأس شركة أرامكو السعودية في ذلك الوقت. وهذا ما كان يدعمه مدير الجامعة وأساتذة اقتصاديات الطاقة في الجامعة ومعهد بحوثه.
لم يحصل أن يلتحق بشركة أرامكو السعودية. ولكن تبناه معالي وزير البترول الشيخ أحمد زكي يماني – في أواخر أيامه في الوزارة – لإيمانه بقدرات هذا الشاب المؤهل ليس لترأس أرامكو السعودية ولكن الوزارة كلها كوزير في المستقبل. بعد خروج اليماني من الوزارة، لم تكن رحلة سمو الأمير بسيطة. فقد واجه الكثير من التحديات بمفرده. وبالرغم من ذلك ادار كل تحدي يواجهه باحترافية ومهنية. وكان يعمل بجد لساعات ربما تتجاوز الاثنتي عشر ساعة يومياً.
الوزير الجديد الذي دائماً يُرجع له لتناول وحل أعقد الملفات وبعيداً عن الأضواء، يمكن أن ينطبق عليه مسمى رجل المهمات الخاصة في الطاقة وصناعتها التحولية لإلمامه – علماً وخبرة – بهذا المجال. أما على مستوى الملفات الدولية، فالوزير الجديد هو المسؤول السعودي الوحيد الذي حضر كل جلسات أوبك سوآءا الرئيسة أو الفرعية وعاصر هبوط وارتفاع أسعار البترول وتحدياته على مدى تاريخ أربعة وزراء سابقين لهذه الوزارة. بمعنى أنه لا يوجد من يجاريه في اتصالاته ومعرفته بأدق التفاصيل في عالم النفط.
أهمية الأمير عبد العزيز لقيادة وزارة الطاقة للمرحلة وما تليها تكمن في قدرته الاحترافية في أن يقضي على عنصر المفاجأة بحكم غلبة تفكيره الاستراتيجي. واحترام الآخرين له لجديته وحكمته في التعاطي مع الأمور. إضافة لدماثة أخلاقه وهذه ميزة نادرة ويقدرها الجميع فيه. ولا ُينسى له محاولاته الحثيثة في خدمة المستشارين السعوديين في مجال الطاقة. فهو يؤمن بالطاقات الوطنية وهي مسألة لا مزايدة فيها عنده.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734