الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ما بين متطلبات الحياة المستمرة وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات الفعلية يجد الإنسان نفسه ممزقاً ، فسرعان ما يضطر للجوء لأي من أساليب التمويل سواء كانت قروض أو بطاقات ائتمانية بغرض الحصول على الأموال هروباً من الأزمات المالية ولا يتنبأ بالمخاطر التي ستلاحقه إن لم يدرس الأمر بعناية. ومن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها العديد من الأفراد هي التركيز على المبلغ المقترض دون الانتباه للعمولة أو الفائدة أو مدة السداد المقررة من قبل الجهات المرخصة للتمويل، بالإضافة إلى أن البعض يطلب التمويل لتلبية احتياجات ثانوية فيجد نفسه غير قادر على السداد مما يدفعه لطلب تمويل مرة أخرى بعد فترة زمنية معينة إلى أن يقع بديون غير قادر على سدادها، أيضاً يغفل العديد عن الاحتياجات الجديدة التي قد تحتاج إلى تمويل في المستقبل ، وعدم قراءة العقود بتأني و الاطلاع الكافي من الناحية المالية، وعدم الدراية الكافية بالالتزامات المالية المترتبة عليه والعقوبات في حال عدم السداد.
تٌعد القروض مصدر من مصادر التمويل ويتم اللجوء إليها في حالة عدم كفاية متطلبات الحياة الأساسية والتي بمقتضاها يتعهد المقترض بسداد المبلغ والفوائد المستحقة على هيئة أقساط بتواريخ محددة بموجب عقد يتضمن مجموعة من الضمانات.
ويمكن تصنيف القروض من حيث الغرض من الائتمان إلى قروض تجارية وصناعية وزراعية ، أو قروض شخصية لتمويل الاحتياجات الشخصية للأفراد لشراء سيارة مثلاً، وهذا النوع من القروض ليس له عوائد مالية ويتم سداد أقساطها على شكل دفعات شهرية، أو قروض عقارية ومن أمثلة هذه القروض تمويل إنشاء منازل جديدة ، أو شراء عقارات وعادة ما يتم مد فترة السداد فيها لأجل طويل.
يلجأ العديد من الأفراد إلى استخدام البطاقات الائتمانية كنوع من أنواع الدين، حيث تمكنهم من الحصول على الأموال في أى وقت بشرط سداد الدين في نهاية كل شهر. ولكن ماذا لو لم يستطيع الموازنة بين المتطلبات المالية وسدادها!!!…. بالطبع ستتراكم الديون عليه وسيتعرض لأزمات مالية ومن هنا يجب أن تضع حداً لانفاقك الشخصي خلال الشهر ومن الممكن عمل قائمة تحدد فيها مشترياتك وأن لا تتجاوز هذه القائمة، وعليك الالتزام بسداد الدين في نهاية كل شهر في الموعد المحدد، إن كنت لا تسطيع السيطرة على رغباتك أثناء الشراء فمن الأفضل أن لا تستخرجها، يلزم عليك أيضاً ضرورة الانتباه أثناء استخدامها عبر الانترنت في جهات غير معروفة يتم الدفع فيها حتى لا تكون فريسة لعمليات الاحتيال مما يؤدي إلى سرقة بياناتك ومن ثم سرقة المبالغ من البطاقة. وإن عدم إدراك البعض لما يتم صرفه وعدم معرفة الفائدة المقدمة والمترتبة من الجهه التى يجب دفعها، أو أن البعض لديه سيولة وبإمكانه سداد المبلغ ولكن نسيانه للجدول الزمني المحدد يؤدي في النهاية إلى تراكم الديون، أيضاً تأجيل الدفع والخصم من الراتب مشكلة أخرى لأنه سيكتشف بالآخر أنه تم أخذ جزء من راتبه ومن ثم يجد الشخص أن رغبته الشرائية أو حاجته أكثر من المبلغ المتبقي بعد سداد الدين على بطاقته الائتمانية فيعود إلى ما هرب منه ويدخل في دوامة ديون لا يستطيع سدادها. ولأن الاقتراض لا يمثل الحل الأفضل في جميع الحالات ، يمكنك الاستعانة بادخار بعض الأموال.
كل شخص لديه مستقبل ، وعلى طول هذا الطريق سيجد أن لديه طموحات يجب أن يحققها ، ولكي يحقق هذه الرغبات والطموحات لابد من ادخار بعض الأموال ومن هنا تكمن الحكمة في التوفير وضرورة الاحتفاظ بجزء من الدخل سواء كان راتب شهري أو عائد استثمار حتى ولو بجزء بسيط ، فهذا الجزء البسيط الذي ستقوم بادخاره سيكون بمثابة البذرة التي ستنمو من خلالها شجرة أموال طائلة فعلى سبيل المثال؛ نفترض مثلاً أن مرتب شخص ما 10,000 ، فعليه اقتطاع 20% للادخار ، و10% اقتطاع من أجل الاستثمار، و10 % اقتطاع للأمور الطارئه، ويبقى 60% لباقي النفقات وسداد جميع المصروفات حتى آخر الشهر. والأمر هنا لايعني التصرف بشح على الإطلاق ، بل موازنة الأمور وتوفير مبالغ ضئيلة على فترات متساوية.
يجب على كل فرد استغلال كافة الفرص المتاحة، فهناك العديد من الحرف والأعمال التي تمكن الأشخاص من كسب الأموال، فهناك استثمارات عديدة يمكن الخوض فيها، ويفضل أيضاً من لديه القدرة في البحث عن دخل إضافي، وأن لا يكتفي فقط بالاعتماد على راتب آخر الشهر بل عمل مشروع بسيط بجانب أن الشخص الذي لديه شغف بشئ ما مثل التصوير والتصميم أو صيانه الأجهزة الالكترونية أو أي من المهارات التي شهدتها بنفسي لدى الشباب السعودي الطموح فهو يمتلك ميزة فريدة والتي من الممكن تطويرها واستغلالها لتنمية الدخل وتحويله إلى دخل إضافي .ومن هنا يجب أن تسأل نفسك دائماً هل تريد إشباع رغبات سرعان ما تتلاشى مثل الرفاهيه الزائده والإنفاق في الطعام أكثر مما ينبغي أم تريد الحصول على استثمارات تحقق لك دخلاًلذا ومن الضروري التركيزعلى الادخار والعمل على تطويره لمقابلة أى ظرف طارئ قد يتعرض له الفرد، فهو من أفضل الحلول الاقتصاديه من أجل توفير حياة أفضل في المستقبل.
بعد إلمامنا بمختلف جوانب الموضوع، يمكننا القول بأن كل شئ له إيجابياته وسلبياته ، فعلى الرغم من أن الاقتراض يساعد الأفراد على تمويل مشاريعهم الاستثمارية ومساعدتهم في تلبية احتياجتهم الفعلية، إلا أنه سيظل أيضاً معضلة يعانون منها ، ويدخلهم في دوامة لا يستطيعون الخروج منها ويجعلهم يلجأون للاستدانة دون تفكير في كيفية سداد هذا القرض والتخلص من أعباء الدين وجميعنا يمتلك رغبات عديدة ولكننا في النهاية لا نستطيع تحقيق سوى القليل منها ، لذا عليك أن تحدد نفقاتك ولا تجعلها تتعدى دخلك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال