الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هؤلاء هم المجانين .. الذين يرون الأمور بشكل مختلف .. سواء اتفقت معهم أو اختلفت .. لكن لا يمكنك تجاهلهم .. لأنهم يغيرون الأشياء .. يدفعون الجنس البشري إلى الأمام .. رغم أن البعض يصفهم بالجنون .. نحن نراهم عباقرة .. لأنهم يعتقدون أن باستطاعتهم تغيير العالم .. وهم من يفعلون ذلك .. فكر باختلاف ..
ظهرت تلك العبارات في إعلان شركة أبل عام 1997م، والذي تضمن مقاطع فيديو لشخصيات تاريخية، منهم اينشتاين ومحمد علي كلاي وتوماس أديسون وغاندي وبيكاسو. ولو أُنتج هذا الإعلان في هذا الوقت لكانت شخصية ستيف جوبز من أوائل الشخصيات التي ظهرت فيه.
جميعنا يعرف أن ستيف جوبز صنع أبل، ولكن من صنع ستيف جوبز؟
من قرأ سيرته الذاتية سيعرف أن هناك ثلاثة أشخاص قاموا بذلك، والديه بالتبني ومعلمته إيموجين هيل. كان ستيف شقياً جداً في مرحلته الابتدائية حتى أنه منع من الدراسة مرتين، قبل أن يصل للصف الرابع حتى، لكثرة مقالبه وافتعاله للمشاكل، ولكن والده كان يتعامل معه على أنه شخص متميز، وكانت معلمته تعطيه مسائل حسابية كأفضل طريقة للتعامل معه، ليحلها مقابل مكافأة خمسة دولارات. يقول ستيف كنت أحلها في غضون يومين لأجل المكافأة، ولكن بعد بضعة أشهر لم أعد أحتاج إلى المكافأة، جل ما أردته هو أن أتعلم وأسعدها، ويرى أنها أحد أبطاله ولولاها لكان في السجن.
والده كذلك الذي كان يعمل في الكراج لإصلاح السيارات كدخل إضافي، أوقف عمله حتى يستغل ستيف وأصدقاؤه الكراج لتأسيس شركتهم، بل جهزه بكل المعدات التي يحتاجها ابنه، رغم ضعف قدرته المادية، وعدم تأكده بأن ما يقوم به ستيف صحيح ومربح.
هذه المؤثرات الخارجية هي التي صنعت ستيف جوبز، والتي جعلتنا نرى اليوم شركة أبل من أغلى شركات العالم. أما المحرك الداخلي فهو الشغف والإصرار وحب التعلم. ولعدم قدرة والدي ستيف على تحمل تكاليف الدراسة، قرر ترك الدراسة بشكل رسمي، ولكنه أصبح يحضر المحاضرات التي تستهويه، ليتعلم شيئاً يرغب في تعلمه بالفعل.
كل هذا جعل من ستيف جوبز شخصية عظيمة، استطاع أن يقود شركة أبل لتحقيق النجاح. والحقيقة التي ستصدم الكثير أن ستيف لم يصنع جهازاً واحداً قط! ولكنه بالفعل كان يفكر باختلاف، كان يبتكر أشياء ويسأل الموظفين لماذا لا نجعل هذا الشيء يفعل ذلك، يخبره الموظفون بأن هذا الشيء يستحيل فعله، ولكنه يصر بأن هذا ممكن بطريقة أو أخرى. كان يؤمن بأن قدرة الإنسان لا محدودة، وأن العقول البشرية هي التي تضع القيود.
وبالإضافة إلى أنه قائد عظيم، فإنه متحدث جيد ومسوق بارع ومعلم مذهل. لقد كان يحث موظفيه على العمل بإبداع، كان يعطيهم الفكرة لتنفيذها، لكنه لا يقيدهم بطريقة التنفيذ، لأنه يعرف بأن التقييد يقتل الإبداع.
ومن أسرار نجاح ستيف جوبز كقائد، أنه يتخذ قرارته بسرعه ويتحمل مسؤولية كافة قراراته، ويرى ما لا يراه الآخرون، ويحطم كل التحديات التي تواجهه، يستطيع التأثير على موظفيه، وهذا ما جعل إنتاجهم اليوم بهذه الدقة والجمال.
ستيف جوبز قائد عبقري ومجنون، يرى الأمور بشكل مختلف، واتفقنا معه ولا يمكن أن نتجاهله فهو غير الأشياء، دفع الجنس البشري إلى الأمام، فكر باختلاف واعتقد بأن باستطاعته تغيير العالم، فغيره بالفعل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال