الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وصف ولي العهد يحفظه الله الهجوم التخريبي على معملى شركة ارامكو بالعمل الحربي من قبل إيران. فهل يكفى تشديد العقوبات الاقتصادية على إيران للرد على هذا الاعتداء؟
تبدو كلمة العقوبات الاقتصادية غير مجدية في تاريخ منطقتنا الحديث فهناك العقوبات الاقتصادية على الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بعد حرب الخليج الثانية لمدة 9 أعوام ولم تسقط الطاغية، وكذلك العقوبات الاقتصادية على سوريا التي لم تغير نظام الحكم في دمشق.
وبرغم ذلك فإنه من السذاجة الإعتقاد بأن العقوبات الاقتصادية على النفط الايراني وتعاملات البنك المركزي بالإضافة الى العقوبات على تجارة المعادن النفيسة لنتؤدي الى تغير سلوك الحكم في إيران. فالخلفية التاريخية للحكم في إيران على مدى اكثر من مائة عام اي منذ تدفق النفط الإيراني في عام 1908 اثبت ان النفط هو العامل الرئيسي لتغير الحكم في إيران والحروب الخارجية هي من تدعم الحكم في طهران.
فبسبب تدفق النفط بشكل تجاري انتهى حكم الدولة القاجارية في طهران و قدوم رضا شاه المدعوم من بريطانيا عام 1925. وبسبب النفط ايضا قامت بريطانيا وروسيا عام 1940 بإزاحة رضا شاه وتعيين ابنه الشاه محمد رضا شاه بعدما ابدى الشاه ميله لألمانيا في الحرب العالمية الثانية. وبسبب تأميم النفط صعد رئيس الوزراء مصدقي عام 1952. وبسبب النفط سقط الشاه محمد رضا عام 1978.
وحيث ان المراجع شحيحة جدا عن أسباب تدهور أسعار النفط التي أدت الى خروج المظاهرات في جنوب طهران واسقطت الشاه. إلا ان هناك مذكرات وزير البلاط الإيراني أسد علم والتي ذكر فيها غضب السعوديين عندما علموا بمحاولة الشاه استغلال المقاطعة العربية للنفط عام 1973 لمحاولة الهجوم على منابع النفط في المنطقة الشرقية، والتي ذكر فيها تهديدات وزير النفط السعودي وقتها بحرق آبار النفط في وجود اي محاولة عسكرية للهجوم عليها.
ثم ذكر في موضع اخر كيف استطاع السعوديين من قلب الطاولة على شاه إيران في اجتماع الدوحة عام 1976 ورفضوا محاولة الشاه لرفع الأسعار، والتي ادت بعد عامين من فقدان الشاه لمصادر دخل لإكمال مشاريعه المتوقفة واثارت الشارع الإيراني الذي اسقط حكم الشاه.
توقفت صادرات النفط السعودي مدة 36 ساعة لكن مازالت صادرات النفط الإيراني متوقفة منذ 5 أشهر، فليس أفضل من هذه الظروف لترك ملالي إيران يختنقون ببطء. وليعرفوا ان ما قاموا به من اعتداءات لم تفك العقوبات الاقتصادية الخانقة عليهم ولم يستطيعوا كسب تأييد الشارع الإيراني بافتعال حرب خارجية بل بقيت العقوبات واشتدت اكثر، وبقي الشارع الإيراني يغلي وزاد الزخم السياسي والإعلامي العالمي لموقف المملكة ويبقى وصف ما قاموا به مجرد حماقة كما وصفها سيدي ولي العهد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال