الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لم أرى الرياض كما رأيتها في زيارتي الاخيرة الاسبوع الماضي لحضور مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار FII، فقد رأيتها مدينة تنبض بالحياة بشكل مختلف مشابه لما نراه في نيويورك أو طوكيو ليس فقط تزامنا مع موسم الرياض أو بسبب فتح باب السياحة للمملكة فقط، بل بسبب احتضانها لثالث أكبر تجمع في العالم للقادة مع المستثمرين والمبتكرين من جميع أنحاء العالم في مبادرة مستقبل الاستثمار في دورته الثالثة والتي أعلن فيها رئيسها ياسر الرميان أن الحضور بلغ الضعف هذا العام مما يدل على مكانة المملكة في العالم كقوة اقتصادية أصبحت تشكل بيئة جاذبة للاستثمارات الدولية مما يعكس التتطور الكبير والسريع الذي تشهده المملكة بفضل قيادتها الحكيمة ورؤيتها المستقبلية التي وضعت السعودية في مقدمة الدول الاقتصادية العظمى.
تصدر موضوع الطاقة أهم حلقات النقاش في هذا التجمع وبالأخص موضوع التقليل من الانبعاثات الكربونية ليس بالتخلص منها بل بتدويرها. حيث أعلن وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان عن تبني المملكة لمفهوم الاقتصاد الدائري المنخفض الكربون (إعادة تدوير الكربون) والذي سيطرح في قمة العشرين بدلا من الاقتصاد الخطي (حرق الكربون والاضرار بالبيئة) والمتمثل بادارة هذا المورد بشكل اكثر كفاءة لتمكين الاقتصاد المستقبلي. حيث يتم وضع استراتيجيات جديدة وتقنيات مبتكرة لادارته بشكل فعال واقتصادي فالحرق المباشر لموارد الكربون لا يؤثر على البيئة فحسب وانما يمثل أساسا هدرا لموارد الكربون الثمينة والتي يمكن استخدامها كيميائيا كمواد خام لانتاج سلع أخرى ذات قيمة مضافة وبذلك نحافظ على موارد الكربون الأولية للأجيال القادمة ونجني المال من ورائه كما صرح بذلك وزير الطاقة.
المملكة ليست حديثة عهد في هذا المجال فلديها أكبر مصنع في العالم لاحتجاز الكربون واستخدامه وتحويله الى منتجات كالأسمدة والميثانول كما تصدرت السعودية الدول التي تحتوي على أقل كثافة كربونية حسب مجلة Science العريقة عندما قاموا بتحليل 8966 من حقول النفط النشطة في العالم في 90 دولة وهذا بالطبع يعود إلى الممارسات العالية المستوى لشركة أرامكو السعودية من إدارة الخزانات وتقليل الحرق وادارة انبعاثات غاز الكربون. وللوصول إلى النتائج المأمولة من الاستراتيجية الجديدة نحتاج إلى التركيز في وزارة الطاقة على مراكز الابحاث وعلماء الطاقة ليساهموا في ايجاد الحلول بشأن الانبعاثات وابتكار تقنيات جديدة للطاقة المتجددة بعيدا عن النفط والغاز للوصول إلى مستقبل أفضل للطاقة في المملكة والعالم.
وأود أن أختم مقالتي بمقولة الأمير عبدالعزيز بن سلمان: “ان الطاقة الاجدر بالبقاء هي الطاقات الشابة، ويجب أن يكون الاستثمار فيها عبر اتاحة الفرصة لهم والوثوق في قدراتهم”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال