الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
استغرب البعض من تراجع صافي ارباح ارامكو السعودية الذي بلغت نحو 68 مليار دولار في التسعة أشهر الاولى من عام 2019، متراجعة عن 83 مليار دولار صافي ارباح ارامكو في نفس الفترة في عام 2018. متناسيين أن متوسط سعر خام برنت لعام 2018 كان 71 دولار. أما هذا العام هبط متوسط سعر خام برنت حتى تاريخه إلى نحو 64 دولار للبرميل. وعندما تم الإعلان عن عزم المملكة طرح ارامكو عام 2016 كان متوسط سعر خام برنت 43 دولار وهو اقل متوسط سعري لخام برنت منذ عام 2004. لذلك فإن سهم ارامكو لا يعني له ارتفاع الأسعار بتقلبات حادة بقدر استدامتها.
واكب الاعلان عن تدني ارباح ارامكو السعودية بعض التغريدات والمقالات المتشائمة والتي لا تستند على معلومات منطقية في الطرح والتحليل. مما أظهر لنا بعض المرجفين – سوآءا الخارجيين الذين يعملون بأجندات مغرضة أو الداخليين نتيجة الجهل – بالتشكيك في الجدوى في شراء اسهم في ارامكو السعودية والتي أعلن في الثالث من نوفمبر عن نية الشركة بطرح جزء من أسمهما للإكتتاب العام.
للأسف الشديد، الكثير من الجمهور لا يعرف أو ينسى أنه منذ تأسيس شركة ارامكو السعودية (سابقاً كانت تعرف بشركة الزيت العربية الأمريكية – ارامكو)، حرص المؤسس الملك عبد العزيز (طيب الله ثراه) في ذلك الوقت على إشراك مواطني المملكة في ملكية الشركة للتنقيب عن النفط. ذلك لإيمانه بهذا الكيان الاستراتيجي للمملكة. وقد تحققت هذه الرؤية والاستراتيجية الحكيمة وبُعد النظر على يد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله في المرحلة التي يُعتبر الاكتتاب فيه مناسب. فالموضوع نظرة استراتيجية واعدة قبل أن تكون نظرة استثمارية ربحية.
من كل الزوايا الاستراتيجية والربحية، فإن سهم ارامكو السعودية هو سهم في الثروة الوطنية ومن الدرجة الأولى. لأنه يكاد أن يكون شبه مضمون – بحول الله – لمستقبل الأجيال القادمة. فالدولة نفسها الشريك الأكبر في ملكية أسهم الشركة. بمعنى أنه جوهرة الاقتصاد السعودي وسيكون في إطار شفاف ومحكم يُعلن فيه عن القوائم المالية ويحاسب القائمين على الشركة عن اي خلل قد يؤدي للخسارة خصوصاً مع القفزات النوعية التي سيحققها الاقتصاد السعودي على المستويين المحلي والعالمي بمشيئة الله تعالى.
إضافة، سهم ارامكو السعودية فريد من نوعه ولا يستبعد أن يُعيد تشكيل سوق الأسهم على مستوى العالم. سهم ارامكو السعودية ربما يضيف تعريف جديد لنوعية معينة من الأسهم السيادية التي ممكن أن تعرف كسهم “شبه سند Semi Bond” . وسوف يُدخل مفهوم جديد في المالية والاستثمار مثل مفهوم المالية الإسلامية الذي أصبح علم مستقل بذاته بعد بداياته الخجولة والتي حاربها الكثير. مما يساهم في تفسير موقف البعض – خاصة في الخارج – في الطعن في سهم ارامكو السعودية.
ارامكو السعودية، شركة رائدة وعملاقة ومؤشرات الفعالية والموثوقية لديها عالية جدا. الدولة لم تُقدم على اكتتاب ارامكو في السوق المحلي “تداول” الا بعد ان تأكدت من جدوى هذا الاكتتاب لا سيما ان هدف الاكتتاب مشاركة المواطن بنجاح. وكذلك قرار أن يكون الاكتتاب داخلياً – أولاً – يعتبر قرار حكيم لعدة أسباب ولكن من أهمها عدم الانكشاف لقوانين الأسواق الخارجية ومخاطرها حتى نكون على علم وإلمام كامل بكيفية التعامل معها.
ولمن لديه هاجس من سهم ارامكو السعودية نتيجة تأثره بالتشويهات الإعلامية المغرضة، نقول له أن سهم ارامكو هو سهم وطني في المقام الأول يُجسّد رؤية المؤسس بعد تسعة عقود لمستقبل الأجيال السعودية القادمة التي سوف تعيش مستقبل مزدهر بمشيئة الله تعالى.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال