الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في الجزء الثاني، استكمل الحديث عن الاعتداءات التي تلت حرب الخليج وكيف استطاعت شركة أرامكو السعودية التكيف مع المحيط الخارجي وبناء أنظمة بديلة وتفعيلها عند اللزوم بهدف ضمان استمرار إمدادات النفط بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات الصلة وأستأنف بالحديث عن هجمات تنظيم القاعدة.
هجمات تنظيم القاعدة الانتحارية
إبان أحداث سبتمبر في يناير 2001، كثّف تنظيم القاعدة من عملياته الانتحارية متسهدفًا المنشآت العسكرية والنفطية في المملكة وقامت أرامكو السعودية بتشديد الحماية على منشآتها وموظفيها استباقًا لأي تهديد أمني.
في البداية، استهدف التنظيم العاملين في شركات الخدمات النفطية وقتل عدد منهم في محاولة لإثارة الرعب لكن هذه الاعتداءات لم تثني من سير العمليات في شركة أرامكو السعودية أو شركات الخدمات النفطية المساندة لأرامكو السعودية بل ساهمت في تعزيز أمن المنشآت وتشديد إجراءات السلامة التي ساهمت في طمأنة الموظفين من المواطنين والمقيمين وعائلاتهم.
مع تضييق الخناق على التنظيم، قامت عناصر من القاعدة باستهداف مجمع بقيق عبر عملية نوعية في فبراير 2006 باستخدم سيارات محملة بالمتفجرات يقودها انتحاريون لكن كان ليقظة رجال الأمن والتزامهم بإجراءات التدقيق الأمني الفضل بعد الله في فشل هذه العملية حيث لم يستطع الإرهابيون تخطي بوابة الشركة وأسفرت العملية عن مقتل الانتحاريين واستشهاد اثنين من رجال الأمن نسأل الله أن يتغمدهما برحمته.
فيروس شمعون
كان لأرامكو السعودية نصيبًا من الهجمات الالكترونية إذ تعرضت أنظمتها لفيروس شمعون قام باختراق نظام الحماية الخارجي وذلك في في أكتوبر 2012. لم تسفر الهجمة الالكترونية على أرامكو السعودية عن انقطاع أو تعطل في الانتاج من الحقول والتي تصميمها بعزل عن الشبكة الخارجية وذلك تفاد لأية أعطال أو هجمات مرتبطة بالشبكة العامة والتي أثبتت فعاليتها خلال هذه الأزمة.
اختطاف وتفجير الناقلات البحرية
نشطت عمليات القرصنة في بحر العرب وباب المندب بشكل كبير خلال العقد الماضي لأسباب منها الفقر الذي أضر بالكثير من البحارة الصوماليين ووجد عدد منهم ملاذًا في اختطاف السفن التجارية والمطالبة بفدية مالية لإطلاق سراحها.
في أواخر 2008، قام قراصنة صوماليون بإختطاف ناقلة نفط سعودية خلال إبحارها عبر باب المندب متجهة إلى أمريكا لكن سرعان ما تدخلت الحكومة لإطلاق سراحها وضمان سلامة طاقمها. أتت هذه العملية ضمن سلسلة من عمليات القرصنة التي راجت في تلك الفترة والتي نجح فيها القراصنة في 2008 في اختطاف 42 من أصل 111 سفينة وناقلة بحرية. تم الحد من عمليات القرصنة بفضل جهود الحكومة الصومالية وقيام عدد من الدول بتأسيس قوات بحرية مشتركة تقوم بتمشيط بحر العرب وباب المندب وملاحقة القراصنة مما ساهم في الحد من عمليات القرصنة بشكل كبير.
في منتصف 2018، تعرضت ناقلة نفطية سعودية أخرى في البحر الأحمر إلى هجوم تبناه الحوثيون أسفر عن أضرار طفيفة للناقلة دون أي تسرب. يأتي هذا الاعتداء ضمن سلسلة من الاعتداءات التي تعرضت لها العديد من المنشآت العسكرية والمدنية في المملكة والتي اتسمت بالعشوائية وارتكزت بشكل كبير على الصواريخ الباليستية والتي تصدت لها الدفاعات الجوية.
القصف باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة
قبيل سريان العقوبات الأمريكية على صادرات إيران النفطية بسبب برنامجها النووي في يونيو 2019، ازدادت وتيرة الاعتداء والتصعيد وركزت العمليات بشكل أولي على جميع مفاصل الصناعة النفطية السعودية بشكل أساسي حيث تم استهداف ناقلتي نفط سعوديتين بالاضافة إلى ناقلات أخرى تجارية بالمتفجرات قبالة السواحل الاماراتية مما أحدث أضرارًا بالغة في هيكلهما.
في غضون أيام، تعرضت محطتا ضخ لخط الأنابيب شرق – غرب الذي ينقل النفط من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع في كل من الدوادمي وعفيف إلى تفجير محدود باستخدام طائرات مسيرة مما أدى إلى نشوب حريق في إحدى الوحدات التي تم التعامل معها على الفور. أوقفت الشركة الضخ في خط الأنابيب حتى إصلاح المحطة وتقييم المخاطر. خلال أقل من 24 ساعة، تم استئناف الضخ بعد إخماد الحرائق وإصلاح الأعطاب وضمان سلامة الامدادات.
بعد سريان العقوبات الأمريكية، تم استهدف وحدات معالجة الغاز في حقل الشيبة الذي ينتج قرابة الـ 1 مليون برميل يوميًا بطائرات مسيرة في 17 أغسطس 2019 وتم تداركها والتعامل معها بكل كفاءة عبر تغيير المسارات حتى إصلاح الأعطاب واستئناف الانتاج.
في تاريخ 13 سبتمبر 2019، تعرض مجمعي بقيق وخريص لهجمات مكثفة هي الأعنف والأخطر التي شهدتها الصناعة النفطية السعودية منذ نشأتها استهدف شل الصناعة النفطية السعودية بالكامل. أشار الكثيرون إلى أن الهدف الرئيسي من هذه التفجيرات هو إلحاق الضرر باقتصاد المملكة ورفع أسعار النفط وهي صحيحة لكن الأمر أبعد من ذلك. في الجزء الأخير سأتطرق إلى هذه الأهداف وموقف الحكومة الرسمي وكيف برهنت أرامكو السعودية للعالم كفاءتها واحترافيتها في التعامل مع الأزمات وتعزيز مصداقية المملكة كمنتج رئيسي موثوق للنفط.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال