الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
“لما تفك ما حتسك” جملة لابد وأنها ارتبطت في ذهنك بالعلامة التجارية لرقائق البطاطس الشهيرة (pringles). واللطيف هنا أنك وبمجرد سماع الاسم يتبادر إلى ذهنك صوت تلك القرمشة وتتذكر المنتج تلقائياَ. ولكن قبل أن يسوقنا الحديث حول هذا الجانب لهوية المنظمات، دعونا نشير إلى قصة التغليف الأنبوبي لهذه العبوات على أرفف المحلات التجارية والذي كان بمثابة ابتكار تم تصميمه لحل مشكلة جوهرية تؤرق الشركة قبل عدة عقود. فالتحدي الحقيقي خلف إنشاء هذا النوع من العبوات كان يكمن في تهيئة الرقائق لتكون على نفس درجة التناسق داخل العبوة مما ينعكس بطبيعة الحال على جودة المنتج. أعود لمسألة الهوية على اعتبار أن الكثير منا بات مهتماَ بهذه المسألة مؤخراَ، وهو ما دفعني للكتابة هذا الأسبوع حول جانب نغفل عنه أحياناَ وهو الهوية الصوتية للعلامات التجارية.
الهوية الصوتية لمنتج مثل (pringles) استطاعت أن تضيف بعداَ جديداَ للعلامة التجارية. فجذب انتباه المستمع بطبيعة الحال يجب أن يكون على نفس درجة الأهمية التي نوليها للمشاهد. ولا ننسى أن هناك قنوات يكون لجانب الصوت فيها التأثير الأكبر، وتحتاج لجذب انتباه المستمع من الوهلة الأولى. فانشغال المستهدفين من هذه الفئة هو أحد الأسباب التي تجعلك تسعى للتأثير بطرق مختلفة يمكن إضافتها إلى الجانب البصري. في المطارات والفنادق والمذياع أنت تتعامل مع شخص يقوم بأكثر من مهمة في ذات الوقت. الصعوبة هنا تكمن في أنك تحاول جاهداَ أن تكون هذه الهوية مناسبة لطبيعة المكان والزمان الذي يحكم المتلقي. وتصبح المسألة أكثر تعقيداَ عندما تستهدف أشخاص يملكون ميولاَ وثقافات مختلفة. إضافة إلى أن موروثهم من المعارف يختلف في الوقت الذي تعمل فيه أنت على توحيد رسالتك الصوتية.
هل تذكرون شركة (زين) والهوية الصوتية التي طالما انتهت بها إعلاناتها؟ كل ذلك لا يمكن أن يحدث عبثاَ لكنها جهود متراكمة. وتصبح المسألة أكثر تعقيداَ عندما تحاول أن تكون لك أكثر من رسالة في مقطع صوتي قصير يرتبط بعلامتك. أن تنظر للمستقبل برؤية جديدة في ذات الوقت الذي تتمسك فيه بهويتك مثلا مسألة ليست سهلة. أضف إلى ذلك أن وضوح درجة الصوت في الأماكن العامة لن يكون كما في المؤتمرات والاجتماعات. في ذات الوقت فإن هذه النغمة نفسها لابد وأن تحرك داخلك شيئاَ ما فلن تكون أبداَ دون هدف. عقولنا عالم مترابط من الأفكار المتداخلة، صحيح أنها متشعبة لكنها تتسلسل في سياق واضح يقود إلى قرارات محددة. سمعت أن هناك شركات تعمل على ما هو أبعد من ذلك بالسعي خلف حقوق الملكية الصوتية بحيث يصعب تقليدها أو سرقتها في كل الأحوال. وربما يكون من الجيد أن نختبر هذه التجربة سوياَ في المرات القادمة التي نسمع فيها مقطوعة صوتية مرتبطة بأحد المنظمات، ونسأل أنفسنا عن تأثير ذلك على قراراتنا في التعامل مع المنتج.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال