الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ذلك هو الداوجونز، اقدم مؤشر في العالم، لأكبر 30 شركة أمريكية وربما على مستوى العالم، سجل المؤشر ارتفاعا بنسبة 30% خلال العام الذي نودع اخر ايامه غدا (2019) مرتفعًا حوالي 7000 نقطة ليغلق فوق لـ 28 الف بقليل حتى نهاية تداولات الجمعة 28 ديسمبر.
وعلى الرغم من الظروف السياسية التي لم يكن بالسهولة التنبؤ بها خلال العام، المصحوبة بتصريحات الرئيس ترمب المتأرجحة ما بين التهديد تارة والركود السياسي تارة أخرى، الا ان المؤشر استطاع تحقيق مكاسب لا يمكن إغفالها خلال عام، مؤثرًا بذلك على معظم المؤشرات العالمية بشكل إيجابي.
وكانت السياسة الحادة التي اتخذها ترمب ضد الشركاء التجاريين للولايات المتحدة مثار جدل واسع وخوف وقلق من قبل المستثمرين والمراقبين، فلم يكن بالسهولة ان يتنبأ اي شخص بما ستعود عليه تلك السياسة على اداء الشركات الأمريكية وانتاجها وبالتالي حجم صادراتها للخارج الذي هو شغل الرئيس الأمريكي الشاغل منذ توليه سدة الرئاسة.
وفي الجانب الآخر الأكثر أهمية هو قرارات الاحتياطي الفيدرالي والتي كانت بتأثير (ربما) من الرئيس الأمريكي المتعلقة برفع سعر الفائدة، الذي يؤدي الى زيادة الطلب على الدولار وبالتالي ارتفاع سعر الصرف الذي سيؤدي في النهاية الى الضغط على حجم الصادرات، لكن معظم المحللين يرون في قرار الرئيس الأمريكي بزيادة حدة الحرب التجارية مع الصين هدفه تعديل الميزان التجاري لصالح الولايات المتحدة وبيع اكبر كمية من المنتجات الأمريكية في الداخل أولا ومن ثم في الخارج عوضا عن المنتجات الصينية.
ومع كل ذلك وفي ظل الاضطرابات المتكررة والمتأرجحة خلال العام 2019 بدأت تلوح في الأفق مع بداية الربع الأخير من العام انفراج للازمة التجارية بين امريكا والصين وكذلك نية الحكومة الأمريكية توقيع اتفاقيات تجارية بصيغة جديدة مع الصين وعدة تكتلات أخرى، الأمر الذي ادى بشكل واضح لأداء مميز لمؤشرات الأسواق الدولية وخاصة الداوجونز.
في 2020 قد يكون الوضع مختلفا نوعًا ما، فالانتخابات الأمريكية اقتربت، وازمة التصويت لعزل ترمب داخل اروقة السياسة الأمريكية ستكون على اشدها، لذلك قد تكون الأحداث المؤثرة في 2020 سياسية بامتياز مع ثبات الأحداث الاقتصادية على ما كانت عليه في 2019 ان لم تكن أفضل فلن تكون اكثر سوءًا، وهذا لا يمنع من استمرار ازدياد المخاطر من الاستثمار في مثل هذا النوع من المؤشرات، كون البعض يرى ان المشترى الذي وصل اليه قد يكون اعلى من المتوقع، فيدق ناقوس الخطر من انخفاض وهبوط مرتقب للمؤشر ان تم الإعلان عن حدث سياسي او اقتصادي مهم.
وعلى النقيض تمامًا لو ان بعض الأحداث السياسية العالقة منذ سنوات كأحداث سوريا او ليبيا او غيرها قد انتهت بشكل إيجابي فبلا شك سيكون لذلك اثر إيجابي على الأسواق الأمريكية، لذلك ففي كل الأحوال يمكن القول ان 2020 سيكون ترقب الأحداث شيقًا والأكثر من ذلك انتظار استجابة الأسواق للأحداث المرتقبة سلباً او ايجاباً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال