الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قال قائل عربي بلكنة مميزة لاحدى الدول العربية “انها شهادة برسم البيع، لن تدفع الا خمسة آلاف .. كدفعة أولى، ثم تشرفنا في فندق المنطقة الحرة لعدة مرات وتسدد في كل مرة قسطاً، لتحصل بعد إكمال المبلغ على شهادة الماجستير والدكتوراة في اي تخصص تحتاجه في عملك وتختار الجامعة سواءً كانت بريطانية او أمريكية او حتى عربية”.
هذا نص صوتي تسويقي – شبه حقيقي- لبيع شهادة وهمية لمشتري سعودي، وهو يعبر فعلاً عن ما يحدث يومياً من تسويق لهذه الشهادات من قبل أفراد وشركات -مستثمرين عالميين كما يقال!- على أرض إحدى الدول المجاورة، وهؤلاء يركزون على هدف واحد، الا وهو استهداف المستهلك السعودي وكأنه سبب وجودهم واستثمارهم هناك. فتجد مسوقيهم يتابعون مواعيد رواتب الموظفين وغيرها من الاستحقاقات لمحاولة الوصول إلى اقناع المستهلك السعودي بدفع مقدراته لهم مقابل منتج او خدمة يصنعون لها قيمة وهمية، ومنها كما اوردنا هنا – الشهادات الوهمية- او كما يطلق عليها في الهاشتاق الشهير #هلكوني وعرابه الأكاديمي وعضو الشورى السعودي السابق د. موافق الرويلي.
قال قائل آخر بلغة انجليزية بلكنة هندية “لقد حصلت على الماجستير والدكتوراة من جامعة بريطانية كما ترى أثناء عملي السابق دون انقطاع، لأن الدراسة كانت بفرع الجامعة داخل أحد قاعات الفنادق بالمنطقة الحرة الشهيرة، فانتهيت من دراستي سريعاً ودون ان اضطر حتى لزيارة بريطانيا، وبعدها صدر مباشرة قرار ترقيتي لمنصب قيادي بشركة سعودية كبرى”.
هذا حوار اخر يعطيكم طريقة التفكير الخبيث لبائعي الشهادات الوهمية او الواهنة او الغير معادلة، حيث يستغلون حاجة الموظفين بالشركات إلى مؤهل عالي يستخدمه ليصل إلى مستوى التنفيذيين او المديرين وذلك عبر ورقة كرتونية مليئة بالاختام البارزة والبراقة، ويكاد المريب ان يقول خذوني!!. والمشترى ليس أقل خبثاً من البائع، بل هو يعلم جيداً ان العلم ليس سلعة تباع وتشترى!!. وان ما يفعله هو زور وأكل لاموال -أصحاب المال- بالباطل.
وجود اتحاد خليجي للنزاهة العلمية، كما انجزنا سابقاً في الملكية الفكرية وأبواب أخرى، أصبح من الضروريات وليس الكماليات. ويجب أن تكون قائمتنا “للجامعات الموصى بها” و”القائمة السوداء للسرقات العلمية” أيضاً موحدة، وبذلك نحسم كل خلاف على جامعات لوبي الفنادق وسارقي البحوق، وننتقل سوياً إلى ابحاث حقيقية رصينة وجامعات التكنولوجيا والابداع الحقيقي سواءً داخل الخليج او خارجه.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال