الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مارتن بارت وهو الرئيس التنفيذي لمؤسسة Fundacion Paraguaya وهي من أوائل المؤسسات التي تعمل على توفير التمويل متناهي الصغر، يحث رواد العمل الاجتماعي لتشكيل تحالفات مع وكلاء التغيير داخل القطاعات الحكومية والخاصة لرفع نسبة الأثر لابتكاراتهم الريادية.
يقول مارتن بعض الحكومات تعتقد أن الطريقة الوحيدة للتخفيف من حدة الفقر باستخدام المنهجية أو الاستراتيجية من أعلى إلى أسفل، فيتعاملون غالباً مع المُخرج للخدمة أو المنتج دون التعامل مع النتيجة أو الأثر. يقولون “نحن دربنا هذا العدد من المزارعين” إلا أنهم لا يقولون “أن هذا العدد من المزارعين قد تحسنت أحوالهم أو تجاوزوا خط الفقر كنتيجة.
في الواقع، نحتاج لتغيير الطريقة التي نتعامل بها مع مشكلة الفقر، الأمر أشبه بوجود فيل في الغرفة، إما يتولى القطاع الحكومي معالجة المشكلة أو القطاع الخاص، لكن السؤال: أين الأسر الفقيرة؟ فلم يطلب منهم يوماً ما بالمشاركة في تعريف المشكلة!
في الوقت الذي تعتقد فيه الحكومات صعوبة التشاور مع أصحاب المصلحة، فإن رواد العمل الاجتماعي يعتقدون بأهميتها وبأنها الطريقة العملية والأكثر كفاءة والطريقة الأسهل للعمل مع هذه الأسر هي العيش معاها مؤقتاً في الأحياء الفقيرة أو القرى النائية الذين يعلمون كيفية تجاوز الفقر.
من المشكلة إلى التحدي:
إن الابتكار الاجتماعي والريادة الاجتماعية تدور حول إنشاء نماذج وطرق جديدة لمعالجة قضايا الفقر القديمة، فالابتكار الاجتماعي يفضل أن ينفذ بوجود أثر ومقياس، فهناك طريقة جديدة لرؤية التحديات كفرص، وذلك برؤية كيفية مراقبة المشكلة من وجهات نظر مختلفة والخروج بالحلول السليمة التي لا نستطيع رؤيتها من أماكننا، وبشكل أساسي ما يقوم به رواد العمل الاجتماعي هو تسليط ضوء الكشاف في الغرفة.
يجب أن ندرب أنفسنا على رؤية الفرصة بداخل كل مشكلة! فعندما نرى طفلاً فقيراً يحبوا على الطين والأوساخ وهو بحاجة إلى كرسي متحرك “ما هو الحل؟”، عندما نرى الأحياء الفقيرة تتعرض لمشكلات جادة تتعلق بالنظافة الشخصية ومشكلات الصرف الصحي “ماهي الفرصة هنا؟”. علينا أن نرى الفرصة التي يمكننا إنجازها على مدى الخمس أو العشر سنوات القادمة.
” هناك رواد عمل اجتماعي يعملون على كل تحدي او مشكلة تم تعريفها بشكل جيد كفرصة ناجحة”
قد يواجه وكلاء التغيير والمسؤولين داخل القطاعات الحكومية عدد من التحديات التي تتعلق بالسياسات والأنظمة والتي تحد بدورها من المساهمة الفعالة، فغالباً لا يعمل واحد من رواد العمل الاجتماعي معاهم. يُفضل أن نكون متواضعين ونعمل مع بعضنا، فالوضع الحالي هو أن الجميع يعمل بطريقة غير منظمة مما ينتج عنها تفاقم المشكلة. إن هذا النوع من التنظيم يخلق ما يعرف بالحلفاء ما بين أولئك الذين لديهم التمكين المالي الضخم إلا إنهم مُقيدون بالبيروقراطية وأولئك الذين لديهم الأفكار والإبداعات.
أما على قطاع الأعمال وقادته استيعاب وجود التحديات التي قد يعيشها بعض موظفيها، وذلك بتغيير الفلسفة المعتادة عن الربحية والتخلي عن أسلوب الأعمال للقرن 19م، والخبر الجيد هو أن العديد من قادة القطاع الخاص بدوا يدركون حجم المشكلة التي يخلفها الفقر وأظهروا التزامهم بالمساهمة للتخفيف منها.
لدى القطاع الخاص قوة نفوذ كبيرة في توجيه الخدمات الاجتماعية والتحالف مع القطاعات الحكومية، والسؤال هنا: كيف يمكننا جلب قوة التأثير هذه لإحداث التغيير الاجتماعي، وذلك ما نحتاجه للسنوات المقبلة؟.
في الواقع هناك عدد من الحلول المطبقة في العالم ومع التقنية اليوم فإنه من السهل جعل الشيء غير المرئي واضح. كيف يمكننا توظيف التقنية وأنظمة المعلومات لتعمل معنا من كل حي وكل قرية حول التحديات المستعصية، فالفقر ليس مجرد مشكلة متعلقة بالدخل بل يمتد للتحديات المتعلقة بالخدمات الصحية والتعليمية وغيرها. ماذا يحدث لو مكننا المسؤولين من الإقراض المتناهي الصغر أو العاملين في القطاع الاجتماعي من استخدام التقنية وبنقرة يمكنها التواصل مع مقدمي الخدمات لتوفير كرسي متحرك أو رعاية صحية للأفراد هناك.
—————
* تم ترجمته بتصرف:
المصدر:World Economic Forum
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال