الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الاعلان هو طريقة في التواصل يجب أن تنتهي باقناع العميل المستهدف بسلوك مسلك معين، أي نتيجة غير النجاح في إقناع العميل تضعنا أمام إعلان فاشل ومسوق خائب الرجاء. يشتمل التواصل على عناصر متعددة هي المرسل والمستقبل والرسالة والوسيلة والبيئة المحيطة والتغذية المرتدة، قد يفشل الاعلان بسبب رسالة تضل طريقها بسبب ضعفها أو إستنساخها أو تصميمها بعيداً عن شخصية العميل المستهدف وطريقة تفكيره وأولوياته. وقد يفشل الاعلان بسبب وسيلة تعجز عن حمل الرسالة والدخول بها إلى أعماق العميل المستهدف. وقد يفشل الاعلان بسبب أجواء محيطة غير مواتية وغير صحية.
في كل الحالات نحن أمام حالة فشل ذريع وأموال مهدرة وآمال محبطة. ليس عجيباً أن تصدر الاعلانات الفاشلة من مسوقين هواة أو شركات صغيرة فتح لها السوق أبوابه في غفلة منه لكن العجيب أن الاعلانات الفاشلة تصدر من شركات تقود العالم وتشكل قيمه وسلوكياته. في مرة من المرات أعلنت شركة سوني عن إصدار جديد من Play Station صورة تظهر فيها إمرأة بيضاء تضع يدها على وجه إمرأة سوداء وتحت الصورة عبارة “بلاي ستيشن بورتبل..الأبيض قادم”، لم يأتي الأبيض لكن الذي أتى هو عاصفة إستهجان كبيرة تتهم سوني بالعنصرية. شركة airbnb تعلن عن منازل عائمة تطفو فوق المياه، لسوء حظهم يضرب إعصار هارفي مدينة هيوستن في نفس توقيت الحملة الاعلانية فيقتلع المنازل ويقتلع معها الحملة الاعلانية ويترك للشركة ومسوقيها دموع الخيبة والحسرة.
شركة (أودي) العالمية المتخصصة في صناعة السيارات تطلق أعلاناً غريباً، إمرأة تعاين فتاة يريد إبنها الزواج منها فتفحص أسنانها وأذنيها قبل أن تعلن موافقتها ومع الاعلان كلمات موجعة “يجب إتخاذ القرارات المهمة بعناية”، المسوقون في (أودي) يشبهون المرأة بالسيارة التي يجب أن تخضع للمعاينة الحسية قبل شرائها أو الارتباط بها..!
ماكدونالدز كبيرة السوق تعلن عن شطائرها بمشهد يتحدث فيه الابن إلى أمه عن ذكرياته مع والده (المتوفي) وحبهما المشترك لشطائر ماكدونالدز، مشهد يلفه الحزن والكآبة، ولا ندري كيف تصورت ماكدونالدز بفكرها التسويقي العالمي أن هذا المشهد يمكن أن يقنع عميل؟! شركة أوبر تضع لافتة كبيرة عليها صورة سيدة مسنة تجلس في سيارة أوبر ومع الصورة عبارة “هربت من توصيل حماتي (والدة الزوجة) 64 مرة”، صورة تفتقد كل المعاني الانسانية وسبب غير أخلاقي لشراء خدمات أوبر ودعوة صريحة تهدد ترابط الأسرة.
ولماذا نذهب بعيداً؟ شركة مواد غذائية عريقة في سوقنا السعودي تربط بين الحليب وبين الوسطية في الدين في إعلان سخيف ومستفز لعقيدة الناس ومشاعرها. الاعلان الفاشل يبدأ من مسوق يبحث عن الجديد في سوق يسيطر عليه التقليد فيصل إلى فكرة جديدة ومدهشة تأسر حواسه حتى يفقد القدرة على الرؤية الصحيحة والحكم المتأني، وتحت إغراء الفكرة غير المسبوقة توافق إدارة الشركة على الفكرة وتعتمد الاعلان ليخرج إلى السوق فيفتح أبواب جهنم على الشركة وعلى مسوقيها.
عزيزي المسوق بعد أن تطير فرحاً بفكرتك الاعلانية أرجوك إهبط بها على الأرض وحكم عقلك وتأمل الواقع المحيط بك، تأمل واقع الناس وحياتهم وقيمهم وإتجاهاتهم، وأرجوك خذ نفساً عميقاً قبل أن تطلق إعلانك أو رصاصتك التي حتماً سترتد إلى صميم قلبك ومنه إلى قلب شركتك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال