الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قد يبدو عنوان المقال مستغرب نوعا ما للبعض لعدم ارتباط المفردات ببعضها أو قد تشك أن هناك خطأ مطبعي! عندما نتحدث عادةً عن كفاءة الطاقة والاستعانة بمصادر غير نفطية لتوليد الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية فإننا نفكر في جميع الوسائل والمصادر المتاحة التي تساعدنا على وضع الخطط والاستراتيجيات ولكننا نغفل مصدر مهم للطاقة وهو (النفايات) والتي تعتبر من أهم التحديات التي تواجه العالم من ناحية التخلص منها لما لها من آثار بيئية واقتصادية.
تقنية تحويل النفايات إلى طاقة أو (Waste-To-Energy) عُرفت في أوروبا وشرق آسيا والولايات المتحدة منذ عقود من الزمن وكانت وسيلة لتدمير النفايات التي كان مصيرها المكب حيث يتم حرق هذه النفايات في درجات حرارة عالية لانتاج الوقود أو الغاز أو البخار الذي يخرج التوربينات وبالتالي يولد الكهرباء.تحويل النفايات إلى طاقة ليس مجرد وسيلة للتخلص من النفايات فحسب بل إنها وسيلة لاستعادة الموارد القيمة وتخليص البيئة من الانبعاثات (ثاني أكسد الكربون والميثان) والمسببة للاحتباس الحراري.
هذه الطريقة من أفضل الفرص لتحسين صناعة اعادة التدوير. في أوروبا مثلا يتم تحويل 50 مليون طن من النفايات إلى طاقة لتزويد 27 مليون أوروبي بالكهرباء ولا يزال 50% من النفايات الصلبة تدفن في المكبات وهذا يطلق غازات الدفيئة مثل الميثان الذي هو أقوى 21 مرة من ثاني أكسيد الكربون لذلك فإن تقنية تحويل النفايات إلى طاقة ستقضي على هذه الانبعاثات.
تتصدر اليابان دول العالم في تحويل النفايات إلى طاقة تليها سويسرا ثم السويد. ويبلغ عدد محطات الكهرباء المُعتمِدة على تحويل النفايات إلى طاقة حول العالم نحو 668 محطة؛ منها 400 في أوربا و100 في اليابان و89 في الولايات المتحدة و79 في بلدان آسيوية، وجميعها تعمل بتقنية حرق كتلة النفايات واستخدام إنتاجها الحراري في التدفئة وتوليد الطاقة الكهربائية. بل إن بعض الدول المتقدمه في هذه التقنيه تشتري النفايات الصلبه من دول الجوار بأسعار رخيصة جدا كي تحولها الى مصادر للطاقة.
تعتبر النفايات حاليا ثالث مصدر من مصادر الطاقة المتجددة نموا في العالم بعد مصدري الشمس والرياح. وعند الالتفات إلى الوطن العربي سنجد أن الامارات العربية المتحدة ومصر والاردن ودول عربية اخرى ما زالت مشاريع تحويل النفايات فيها الى طاقة في طور التجريب والانشاء .
المملكة العربية السعودية تنتج حوالي 15 مليون طن من النفايات الصلبة كل عام ومع تزايد عدد السكان الحالي (3.4% سنويًا) والتنمية الاقتصادية (3.5% معدل الناتج المحلي الإجمالي سنويًا)، سيصبح معدل توليد النفايات الصلبة المزدوجة 30 مليون طن سنويًا بحلول عام 2033. ويعتمد ذلك على الكثافة السكانية والأنشطة الحضرية في كل منطقة.
يتم جمع النفايات الصلبة وإرسالها إلى مكبات النفايات بعد الفصل الجزئي وإعادة التدوير وينتهي الجزء الأكبر من النفايات المجمعة في مكبات النفايات دون معالجة وتسبب هذه المكبات مشاكل مثل انبعاثات الميثان والروائح. ويعتبر إعادة تدوير المعادن والكرتون هي الممارسة الرئيسية لإعادة تدوير النفايات في المملكة العربية السعودية ، والتي تغطي 10-15% من إجمالي النفايات.
و في سبتمبر 2019، أعلنت الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير والمملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، إطلاق أول محطة في المملكة العربية السعودية لمعالجة النفايات الصلبة وتحويلها إلى طاقة خلال العام 2023 وهي أحد المساعي لتقليل الاعتماد على النفط وتنويع مصادر إنتاج الطاقة. والآن بعد أن تغير مفهوم النفايات ليصبح من مصدر مدمر للبيئة إلى صديق للبيئة أصبح لابد من الاهتمام والتركيز المصدر بتظافر الجهود لسن التشريعات والقوانين التي تشجع الأفراد على تصنيف هذه النفايات بشكل حضاري يساهم في نهضة المجتمع ورقيه.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال