في علم التغيير .. ماهي المكاسب السريعة؟

في هذه الأيام يتم كثيرا تداول مصطلح المكاسب السريعة Quick Wins في مشاريع التغيير . فما هو التعريف الصحيح له ؟

يعتقد البعض بأن الكسب السريع هو نفسه الكسب اللحظي أو بمعنى آخر عصا موسى . وهذا ما يسبب كثيرا من المشاكل في المشاريع خصوصًا المرتبطة بالتغيير ، فالحلول الكبرى لا يمكن أن توضع بلحظة  .

بناء على ما سبق ، يعرف الكسب السريع بأنه أسرع فرصة يوضع فيها الفرد ، المجموعة ، أو المنشأة في الإتجاه الصحيح في مشروع التغيير . ذلك أن التغيير مهما كان حجمه ونوعه يأخذ وقتًا حتى ينضج ويدخل حيز أو خانة الإتقان والتمكن ، ويعطي هذا التصحيح أثرا قويا وفعالا لفترة ليست لحظية أو قصيرة .
 
ومما يتسبب به الفهم الخاطئ لتعريف المكاسب السريعة هو إرتفاع تكلفة التغيير بشكل كبير وكذلك إنخفاض الإتقان وبالتالي رداءة المنجزات وأحيانا كثيرة إنعدامها  .

الصبر والتأني والإستعانة بخبراء المجال هي أهم عناصر المكاسب السريعة من أجل الحصول على أهم أهداف مشاريع التغيير وهي : بناء قدرات الكفاءات ، نضج المنشأة ، والوفورات المادية والربحية  .

سأوضح بمثال بسيط لتسهل عملية فهم المفهوم .

للمصابين بالربو أو الحساسية فهم بكل تأكيد قد استخدموا دواء الطوارئ المشهور وهو الڤينتولين والذي لا يتعدى أثره في الأزمات الربع ساعة إلى نصف ساعة ، فهل يعتبر كسبا سريعا ؟

برأيي وكوني معانياً من الحساسية لا أعتبره كسبا سريعا وإنما دواء لحظيا . الإنتصار السريع هو دواء الحساسية والربو المشهور ذو القرص البنفسجي والذي بإمكانه إعطائك راحة وقدرة على التنفس وممارسة حياتك الطبيعية لمدة لا تقل ٢٤-٤٨ ساعة ويسهم في التخلص من مشاكل الربو وبشكل كبير .
وهذا ما أعتبره شخصيا كسبا سريعا عطفا على التعريف الموضوع أعلاه   ، ومعادلته كالتالي :

ليس لحظيا + الوضع في المسار الصحيح + الفعالية ليست قصيرة المدى

في مجال الاعمال يعتقد الناس وهما بان البخاخ من النوع الأول يعطي حلولا ذات ديمومة او استدامة ولكنها لحظية لا تقي شر تجدد المشكلة او تضخمها خصوصا ما يتعلق بالمشاكل المرتبطة بحسن التخطيط وترتيب الأفكار والأولويات .
لذلك …

وكمختصي تغيير ننصح بفهم التغيير بمبدأ المكاسب السريعة من ناحية إستراتيجية وليس من ناحية تكتيكية قصيرة أو لحظية المدى .

حياتكم تغيير دائم وجميل