الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حتى لا نكون ضحايا نجاح النموذج الاقتصادي في إنشاء شركة سابك والصناعات البتروكميائية خلال ثمانينات القرن الماضي، علينا قراءةالمرحلة الحالية وتغيير ذلك النموذج بالكامل.
سابك والصناعات البتروكميائية بدأت تعاني مع تغيير أسعار اللقيم في العالم وازدياد حدة المنافسة والتي كانت السبب الرئيسي لانخفاض أرباح الصناعات البتروكميائية في المملكة بشكل حاد في عام 2019. ولم تكن مصادفة عندما كتبت في صحيفة مال بداية العام الماضيمتوقعا انخفاض أرباح الصناعة البتروكميائية في المملكة “الغاز الصخري ومستقبل الصناعات البتروكميائية”، ولن يكون تنجيماً لو قلت إنأرباح الصناعات البتروكميائية التي اعتدنا عليها على مدى 40 عاما لن نراها ثانية.
فاعتمادنا على نموذج اقتصادي اقتصر على تحويل الغاز الرخيص لدينا إلى منتجات خام أولية، لم يعد مناسبا في وقتنا الحاضر . فأسعار غاز اللقيم الأمريكي وصل هذه الأيام وفي فصل الشتاء سعر اللقيم الغاز السعودي عند 1.65 دولار لكل مليون وحده حرارية. وزخم المعروض يتزايد عالميا. ولم يعد الغاز رخيصا لدينا فقط.
سابك والصناعات البتروكميائية تعاني حاليا، ونحن أمام مفترق طرق ام ان تسارع الحكومة بتقديم الدعم المادي من خلال تخفيض أسعار اللقيم، أو نترك سابك والصناعات البتروكميائية تعاني .
الدعم الحكومي في هذه المرحلة يعتبر كالأم التي تقرر إرجاع الرضاعة لأبنها الذي بلغ من العمر عتيا ومن باب الخوف عليه تحرمه خوض معترك الحياة وتفجير طاقاته وإبداعاته.
“نحن متأخرون وعلينا اللحاق بصناعة البتروكميائية العالمية ” هذه الكلام لوزير الطاقة السابق عام 2018. الوقت يمر وان لم نترك الصناعاتالبتروكميائية تخوض صراع وجود حتى تستطيع ان تنجح بخلق سلاسل إمداد داخلية وترفع من كفاءة المردود المالي كما ارادتها رؤية 2030 او ان تواجه مصيرها كشركة أخفقت في تحقيق العوائد المالية.
اتركوا سابك وأخواتها تعاني. اليوم أصبح لدينا الشجاعة أن نعترف بأخطائنا ونصححها ..
والتصحيح يعني التغيير، والتغيير دائما لا يأتي إلا مصاحباً للألم، ولا بد من أوراق الخريف أن تسقط لتظهر أوراق الربيع من جديد.
لا احد يعرف كيف سيكون النموذج الاقتصادي الجديد الذي سوف يغير مستقبل صناعة البتروكميائية لدينا؟
ولا يمكن لهواة شراء الحلول الجاهزة ان يجدوه في أرفف شركات الاستشارات الخارجية.
النموذج الاقتصادي سيكون نابعاً من تفاعلنا كمواطنين لتحقيق الأهداف التي وضعها لنا القائد. وكما كتبنا للتاريخ قصة نجاحنا في تأسيس صناعات بتروكميائية قبل 40 عاما سنكتب للأجيال القادمة قصة نجاح جديدة للإرادة السعوديةالمتوحدة خلف قائد مسيرتها وسمو ولي عهده الامين عراب الرؤية 2030 حفظهما الله.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال