الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التقرير الذي صدر عن المنتدى الإقتصادي العالمي في عام 2018 بعنوان (مستقبل الوظائف 2018 ) لم يكن يتحدث عن مخرجات وباء كورونا حين ذكر أن العالم سيفقد أكثر من 75 مليون وظيفه لصالح الروبوتات وأن عددا من التخصصات ستختفي لصالح تخصصات أخرى في عام 2022 يُقابلها توفير 133 مليون وظيفة مرتبطه بها مايعني حسب التقرير تقاسم العمل بين الآلات والإنسان.
واليوم وقد بدا واضحا تأثير وباء كورونا المستجد على سلوك المنظمات بمختلف أدوارها والذي أثر بدوره على سلوك الأفراد حتى طال تقاليدهم ، التأثير الذي وإن كان إحترازيا ومؤقتا حتما سيبقى أثره لبلوغه عمق المنظمات والمجتمعات ، لم يقتصر التأثير على ثقافة المصافحة بين الأشخاص ولا على طريقة التعقيم أو مشاركة الآخرين أشيائهم بل تجاوز ذلك إلى تحول التعليم إلى تعلم عن بعد وإعفاء من يمكنه العمل عن بعد من الحضور لمقر العمل وتسويق جاد وموسع للخدمات الإلكترونية التي تُغني عن حضور المستفيد شخصيا لمقرات الخدمه.
ذلك التأثير الذي أخلى عشرات الآلاف من المباني المدرسية وعطّل عشرات الآلاف من الموظفين وآلاف المقرات الحكومية والخاصه التي لمواجهة وباء كورونا أصبح يمكن إخلاؤها وإستخدام التقنية بديلا عنها إن لم يكن كليا فجزئيا ، يجعل خارطة التخصصات المطلوبة لسوق العمل قبل الوباء ليست كما بعده.
بعد وباء كورونا قد لا يُعد ضعف النشاط الاقتصادي أو سياسات وزارة العمل أو تخمة المعروض من تخصص ما أو إمساك الوافدين بزمام السوق أسبابا لنقص فُرص العمل بل قد يطغى على ماسبق توفر الأدوات التقنية التي تجعل الحاجه للعنصر البشري مرتبطه بمعرفته بالتقنية والتعامل معها أكثر من أي شيء آخر حيث أن مما ورد بالتقرير المذكور بداية مقالنا هذا أن سوق العمل سيحتاج بشكل أكبر للمتخصصين بالذكاء الاصطناعي و مطور تطبيقات وخبير تسويق ومبيعات والبيانات الضخمة والتحول الرقمي وخدمات تقنية المعلومات، وهي التخصصات التي يُفترض العمل على بناء قوى بشرية مؤهله ومتخصصة بها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال