الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في الوقت الذي يجتاح فيه فيروس كورونا العالم من المهم معرفة كيف يمكن أن تتعامل المنظمات مع هذه الأزمة وماهي الخطوات التي يمكن لمديري المخاطر اتخاذها لحماية منظماتهم وموظفيهم. عندما اجتاح فيروس كورونا العالم أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي هذا المرض هو وباء عالمي. فعلى الصعيد العالمي أصيب أكثر من 200000 وبالنسبة للمملكة العربية السعودية أصيب 344 شخص حتى الآن .
بالإضافة إلى التكلفة البشرية، كان للفيروس تأثير كبير على الأعمال. حيث تراجعت أسواق الأسهم وخشي المستثمرون من أن قيود السفر وبعض الإجراءات الاحترازية الأخرى كالحجر المنزلي قد تمنع النشاط التجاري أو تؤثر عليه بشكل كبير جداً.
هناك العديد من المشاكل الأساسية التي ينبغي لمدراء المخاطر النظر فيها وأخذها بعين الاعتبار. منها تعطل سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية، اغلاق المصانع ومواقع الأعمال الأخرى، انخفاض إنفاق المستهلكين وكذلك خطر الكساد الاقتصادي على المدى الطويل.
قالت جانيت يلين رئيسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكية السابقة “إن انقطاع الأعمال يمكن أن يدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى الركود”
أهم خطوة في التعامل مع مثل هذه الظروف والأزمات هي الاستعداد. لابد أن يكون لدى المدراء خطط فعالة تضمن استمرارية العمل حيث تتضمن سياسات وإجراءات في كيفية التعامل مع الأوبئة بأقل خسائر ممكنة. كذلك ينبغي التفكير بشكل واسع وتطبيق الخطة على أي مرض أو وباء في المستقبل مع اجراء بعض التعديلات إن لزم الأمر.
خطوات عملية لبناء استراتيجية فعالة في التعامل مع فيروس كورونا:
أشار الدكتور كيث سميث إلى بعض الخطوات العملية المهمة التي يمكن لمدراء المخاطر اتخاذها للتأكد من أنهم مستعدون لمواجهة هذا الانتشار السريع لفيروس كورونا وان خططهم قوية بما يكفي للتعامل مع هذه الأزمة والخروج بأقل خسائر ممكنة.
1- من الضروري الحصول على معلومات صحيحة ومن مصادر موثوقة. على سبيل المثال: لمعرفة عدد المصابين بهذا الفيروس انتقل إلى موقع منظمة الصحة العالمية وموقع وزارة الصحة السعودية حيث تتمتع هذه المصادر بمصداقية وشفافية عالية ويتم تحديث المعلومات فيها باستمرار.
2- وضع المعلومات في سياقها فيما يتعلق بمنظمتك. ليست كل المعلومات ذات صلة بجميع المنظمات. ابحث عن الفرص والأمور الايجابية، لا ترى فقط التهديدات السلبية.
3- هناك مجموعتين ينبغي على المدراء النظر فيها واعطاءها نفس الدرجة من الأهمية وهما : العملاء والموظفين.
4- اعداد سيناريوهات بناءً على المعلومات المتوفرة والمحاولة في اتخاذ أحكام عقلانية تجاهها. يجب أن تنظر إدارة المخاطر في بناء ثلاثة سيناريوهات على الأقل وقد تستخدم المزيد إن استدعت الحاجة.
– السيناريو الأول هو أن الوضع يزداد سوءًا بعض الشيء، ولكنه يتراجع خلال الأسابيع الستة المقبلة. اجمع معلومات عن مثل هذا – السيناريو وحدد الاستجابات والقرار الذي من الممكن اتخاذه.
– السيناريو الثاني هو أن الوضع يزداد سوءًا، ولكن ليس سيناريو متطرف. يجب أن يكون مقبولاً وقائمًا على الحقائق التي يمكن إثباتها مثل الاتصالات بالمواقع المصابة بالفعل.
– السيناريو الثالث لا يزال سيناريو معقولًا حيث إنه لا تسير فيه الأمور بشكل جيد. على سبيل المثال: اللقاحات ليست فعالة كما هو مأمول، والناس لا يلتزمون بالحجر المنزلي، ويتم العثور على قنوات انتقال جديدة وما إلى ذلك.
لكل سيناريو، قم بجمع المعلومات وتحديد مؤشرات الخطر الرئيسية والأمور التي تتطلب تغييرًا في الاستجابة وماهي الأمور التي من الممكن أن تعطي إنذارًا مبكرًا عما سيحصل في المستقبل.
5- في الأعمال التجارية، استخدم تقنيات إدارة الأزمات. تواصل بشكل مستمر ومتكرر وتأكد من وجود نسخة واحدة من الحقيقة.
6- نفذ بعض الاجراءات البسيطة للوقاية من الفيروس ومنع انتشاره قدر الامكان منها العمل في المنزل وتقليل السفر إن أمكن.
7- قم بتحديث الخطط بانتظام والتي قد يتطلب تغيير القرارات تبعاً لذلك.
8- فكر فيما بعد الأزمة. ما هي الأمور التي من الممكن أن تتغير بشكل دائم؟
وأخيراً علينا شكر الله كثيراً على انتمائنا لهذا الوطن الغالي (المملكة العربية السعودية) التي أبدت استعدادها لبذل الغالي والنفيس في الحفاظ على الانسان، كذلك جهودها ممثلة وزارة الصحة وباقي الوزارات في مواجهة هذا الفيروس والسيطرة عليه. ولا ننسى تصريح وزير المالية والاقتصاد والتخطيط المكلف بإعداد بعض المبادرات لدعم ومساندة القطاع الخاص من المنشآت الصغيرة والمتوسطة وبعض الأنشطة الاقتصادية يصل إلى ما يزيد عن 70 مليار ريال.
رسالة أخيرة إلى أبناء بلدي من مدراء مخاطر وعامة الناس: أنتم في أيدي أمينة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال