الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قبل سنة ونصف تقريبًا أقدمت على واحد من أهم قرارات التغيير في حياتي وتحديدًا التغيير المطلوب لصحة أفضل.
حيث قمت بعمل عملية جراحية وهي التكميم من أجل وضع حد لزيادة الوزن واسترجاع صحتي وعافيتي.
إخترت أحد أفضل الجراحين المتخصصين في المجال (وبرأيي هو الأفضل على مستوى الوطن) وتكللت العملية بالنجاح والحمد لله وغادرت المستشفى . ومن خطأ شخصي انفتح الجرح (بسبب تناولي لكذا دواء في وقت واحد) مؤديًا لحدوث مضاعفة مشهورة لهذه العمليات وهي التسريب .
دخلت غرفة العناية المركزة لحوالي ثلاث ايّام وهي المرة الاولى في حياتي التي ادخل فيها العناية المركزة واضطر جراح المناظير لوضع دعامة وهي عبارة عن أنبوبة طولها ١٨ سم وقطرها 3 سم في معدتي بداية من خارج عنق المعدة وباقيها داخل المعدة. كل ذلك من أجل ألا تنزل أي سوائل على الجرح والذي لابد أن يأخذ وقته في الالتئام ذاتيًا دون خياطة أو تلحيم . وكانت ضرورة لابد منها وكانت السبب الرئيسي في التعافي من هذه المضاعفة.
امتد بقائي في المستشفى لمدة 30 يوما وكانت اصعب 30 يوما علي في حياتي حيث لم أمر في حياتي بتجربة قاسية مماثلة، وبقيت بعدها 90 يوما في منزلي انتظر الفرج في إلتئام الجرح والذي تم بنهاية الـ 90 يوما حيث أزلت الدعامة وبدأت في استرجاع حياتي والحمد لله ، ومن ضمنها أني استعدت رشاقتي وخسرت الوزن الزائد.
في تلك اللحظات أدركت كم أنا محظوظ والحمد لله حيث لم أتعذب أو أحرم في حياتي ، وكم كنت محظوظا في الحصول على حياة رغيدة ومميزة في بلدي الذي ينعم بنعمة الأمان والإستقرار . وكذلك نعمة التعليم المميز في جميع المراحل التعليمية. وأيضا كم انا محظوظ بوالدي وأخوتي والأعمام والأخوال والعائلة ككل وأصدقاء مميزين وكلهم كانوا يزورونني اثناء محنتي تلك في المستشفى وبعده وكانوا دوما يرسلون الرسائل للإطمئنان علي .
كل ذلك هو ما غيرني نحو الأفضل وخصوصًا نحو التفاؤل في الخروج من محنتي ومما كان يضيق به صدري فيما يخص: دراسة أبنائي، العمل، المال والاستثمار وغيره من مشاغل الدنيا التي لا يجب أن تأخذ ذلك الحيز من تفكيري وقلقي .
فما هو دوائي الذي جعلني أتغير؟ إنه التأمل في نعم الله سبحانه وتعالى وهو الذي جعلني استرجع طمأنينتي ، ومختصر ذلك حديث الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام حيث قال في الحديث الصحيح : “من اصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا”.
فوالله لا يعرف قيمة السعادة في هذه الحياة سوى من عرف قيمة الحرمان من النعم ولو لوقت قصير، خصوصا خلال أيام منع التجوال الجزئي ال21 والتي كلي ثقة بأننا سنتجاوزها بسلام بإذنه تعالى.
فكلي ثقة بأننا سنتخطى هذه الأيام الـ 21 وان زادت أو نقصت قليلا، ونصيحتي لكل فرد في المجتمع في أن يقضيها في التأمل في نعم الله التي لا تحصى والتي ننعم بها في وطننا الغالي. وأني شخصيا اعتبر هذه الأيام الـ 21فرصة لا تعوض في التعلم واكتساب خبرة التعامل مع الأزمات واتخاذ القرارات خصوصا الإفتخار بمتخذي القرار في وطننا الغالي والذين أثبتوا الكثير أمام المشككين في قدرتنا على التعامل مع هذه الأزمة بجميع أجزائها وتفرعاتها .
فخور بكم يا قيادة وطني الغالي وسدد الله خطاكم نحو قيادة التغيير على مستوى العالم وليس ضمن حدودنا فقط .
حياتكم تغيير دائم وجميل
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال