الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قام المؤلف الأمريكي “ويليام ثورندايك” بدراسة عميقة للمدراء التنفيذين في وول ستريت، ليصنف الأفضل أداء في تعظيم قيمة سهم شركته ولفترة زمنية طويلة. خرجت الدراسة بثمانية مدراء، لا يعرف أغلب المختصين منهم إلا اثنين أو ثلاثة على الأكثر. درس سماتهم المشتركة، ومنهجياتهم الاستثمارية، ولخص قصص الجميع في كتابه الرائع الذي كان أول كتاب في قائمة التوصيات لوارن بافيت وكذلك شريكه تشارلي منقر. ما يهم من تلك الدراسة، أن جميع المدراء كانوا يشترون أسهم شركاتهم عند هبوط أسعارها وبمتوسط 30% من إجمالي الأسهم المصدرة. بل إن أفضل مدير تنفيذي عرفته وول ستريت، “هنري سنقلتون” اشترى 90% من أسهم شركته!
شراء الشركة لأسهمها عند الأزمات المالية بالذات، يعني أن الشركة ترى بتصور خارجي وتقف خارج صندوق الشركة، وتدرس جميع الخيارات المتاحة لها: هل استثمر في أعمال الشركة الآن؟ هل أعطي الأموال للمساهمين؟ أم اشتري أسهم الشركة الرخيصة؟ ولكل الأسئلة، جواب واحد صحيح، وهنا تبرز مهارة الادارة في تحديد العائد الأعلى.
لعل الظروف الحالية لأزمة فايروس كورونا، خير مثال، فهناك شركات لا تستطيع قياس مدة التأثير، فلا تريد زيادة الاستثمار في أعمالها، وتستطيع توزيع جزء من أموالها أرباح لمساهميها، وفي نفس الوقت، حالة الهلع هبطت بسعر السهم إلى مستوى أقل من قيمتها الربحية والدفترية بنسبة كبيرة، مما يجعلها الفرصة الأفضل. فهل تختار الفرص الأفضل؟
عملية إعادة شراء الأسهم ثقافة قديمة في السوق الأمريكي ونشطت بشكل كبير منذ السبعينات تقريبا، ولكن طبيعة ممارسة أغلبية مدراء الشركات هناك خاطىء لأنه يمشي مع موجة السوق فيتزايد عند القمم، ويتضاءل عند أوقات الهبوط القوي. وهذا عكس ما كان يفعله أفضل المدراء التنفيذيين الذين درس منهجياتهم ويليام. هذا السلوك السيئ في إعادة شراء الأسهم، جعل أغلب الاقتصاديين يعارض هذه الفكرة، ويعتبرها تبديد لأموال كانت تنفق على استثمار الشركات وتطوير موظفيها أو إعادة توزيعها للمساهمين، مما يعزز توزيع الثروات وعدم تكدسها للإداراة العليا كحوافز أداء.
في سوقنا المحلي، لا زالت هذه الثقافة جديدة، وتحتاج موافقة من هيئة السوق المالية، وهو قرار حكيم لضبطها. أغلب العمليات التي تمت كانت بغرض تقديمها كحوافز للموظفين. لكن الأبرز كان قرار شركة سدافكو شراء 8.5% تقريبا من أسهمها (بحوالي 350 مليون ريال) والاحتفاظ بها كأسهم خزينة لمدة خمس سنوات. وقد سبقها بنك الاستثمار بشراء 7.5% من أسهمه، بسعر أعلى من سعره السوقي الحالي.
لكل المدراء التنفيذيين للشركات المدرجة: لديكم فرصة تمتازون بها عن الشركات الخاصة، بأنكم تملكون خيار شراء أسهمكم في حال هبطت لمستويات رخيصة جدا وأنتم أعرف الناس بها. فمن يستغل هذه الفرصة بطريقة منضبطة وبعيدة عن مزاج السوق قصير المدى؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال