الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حياكةُ نسيج من القصص وبلورتها في شكل مؤامرة اشبه ما تكون بقصص الأفلام الخيالية، ليس هناك من افكار خلاقة في اي محتوى يدور حول ذلك !
الكثير تناقل العديد من الرسائل والقصص وحتى الكتب والافلام التي تحدثت عن ان جائحة كورونا ليست سوى مؤامرة للقضاء على جميع سكان العالم من جميع سكان العالم ! لم يقتصر الأمر على تداعيات تفشي فايروس كورونا بل ان الاقتصاد هو الآخر تصدر أيضاً المشهد التآمري
هذه الافكار اصبحت عامة ومحور حديث الجميع مؤامرة ، حرب بيولوجية او حتى حرباً عالمية !
من يتبنى هذه الافكار في الأساس هو إما لتوظيف اجندات معينة او انها عادة ما تصدر من غير المختصين ، في الاقتصاد كان الحضور التآمري هو الأكبر في القصة والتي توالدت داخل هذه القصة قصص اقتصادية أخرى ، في اي معركة او ازمة في التاريخ هناك أطراف رئيسية وفرعية لتحقيق الفوز او الهزيمة للكسب او الخسارة ، وعالمنا اليوم في ازمة كورونا هناك طرفان فحسب العالم في صف واحد وفايروس كورونا في صف وبمعايير الفوز والهزيمة احدهما هو الكاسب (الوعي والمعرفة)، العالم اجمع يعيش تحت وطأة هذه الأزمة ولا يمكن لعاقل ان يفسر شيئا غير ذلك بلا برهان ثابت وصحيح ثم هل من العقل والمنطق ان يُطلق العنان الكوني من بشر لهلاك البشرية بهكذا مؤامرة !
وبالرغم من ارتفاع وتيرة الأصوات لفرضية الحرب الجرثومية لمعتنقي الفكر التآمري الا ان التاريخ الدولي لمخاطر الأسلحة من هذا النوع قد اقر في عام 1925 بما اطلق عليك بروتوكول جنيف والذي يهدف الى منع هذه مثل هذه الأسلحة في الحروب ناهيك عن وجود فرضية الحرب بمفهومها في هذه الازمة اصلاً ، انها متناقضات شعورية بين فهم الواقع والعجز والوهم
لطالما ارتبط الاقتصاد بالأزمات لأنه الفيصل في قوة الدول ، رفاهيتها ، حضورها ، يطول النزاع الاقتصادي او يقصر لا يهم المهم هو ان عجلة الاقتصاد وعناصر إنتاجه تستمر والمصالح الاقتصادية تمضي قُدماً، في ازمة كورونا خُلقت مساحات واسعة من الفراغ الفكري الذي عزل الأدوات عن وسائل التنفيذ في جانبين مهمين: الصحة والبحث عن لقاح وتداعيات الاقتصاد العالمي وجانب الجهود التي يبذلها المختصين لتبديد هذا الفكر التآمري بالبراهين والشواهد ومما زاد الطين بله هذا الشاسع التواصلي عبر الانترنت الذي سهل الاتصال والتسويق للوهم الذي احدث شرخاً في الوعي المجتمعي على نحو من الافكار البدائية والاستدلال بشواهد مصادفة وشاذة او مزيفة، انها وقائع مؤلمة لتسليم العقل لغير ذي عقل!
وفي المقابل قد يقول قائل وماذا عن التصريحات الرسمية بين قطبي الاقتصاد في العالم والتي طفت على السطح خلال هذه الأزمة؟ والحقيقة انها ليست لإثبات نظرية المؤامرة بل انها امتداداً لحلقات الصراع التجاري وتعزيزاً لجوانب القوى والترويج والدعاية الاعلامية الغير موضوعية التي غاب معها الدليل !
مجمل القول : فرضية المؤامرة امتداد لفكر تاريخي انساني في مختلف المراحل كان آخرها ظهور الطاعون في القرن الرابع عشر والإنفلونزا الاسبانية عام 1918 والأيدز عام 1983 وصولاً الى ازمة كورونا وحتما ستنتهي كورونا بمثل ما انتهت به فرضيات سابقة مُعلّقة لتبق الاحتمالات مهيئة لفرضيات اخرى وهكذا.
كورونا وفق المصادر الطبية الموثوقة هو فايروس لجينات من سبع سلالات من أسرة كورونا وكلها اصابت البشر وليس فايروساً مُنتج عبر صناعة معملية او تلاعبًا بشريًا لذلك لا يمكن مواجهته الا بتضافر جهود العالم وهذا هو الواقع فالكل متفق على هزيمته ولا يوجد مجتمع بمنأى عن تداعياته الصحية والاقتصادية ، وعندما يُهزم سينتهي الجدل !
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال