الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تداعيات فيروس كورونا انعكست أيضا على صناعة الوقود الحيوي كما تم التنويه في مقال سابق مع صحيفة مال انها انعكست أيضاً على صناعة الطاقة المتجددة: تأثير فيروس كورونا على صناعة الطاقة المتجددة لمطالعة المقل فضلا اضغط هنا.
الوقود الحيوي (Biofuel) هو الوقود المُنْتَجْ من المواد النباتية، وعلى الرغم من رخص تكلفته وتوسع دائرة إنتاجه، إلا أنه يُعد أحد أكثر مصادر الطاقة إثارة للجدل لأنه يُهدّد بإرتفاع أسعار الغذاء مما قد يؤثر على الأمن الغذائي العالمي خلافاً لمصادر الوقود الاحفوري التي تساهم في تأمين وتوفير الأمن الغذائي.
ليست جدلية الوقود الحيوي تتمحور حول انقاذ البيئة وأزمة الغذاء فقط، ولكن الاعتقاد الخاطئ بأن استخدام الذرة لإنتاج الإيثانول هو أمر صديق للبيئة تماماً وهذا ليس محور النقاش مقالي هذا الاسبوع.
تعززت صناعة الوقود الحيوي في الأسواق، نتيجة لإرتفاع أسعار النفط قبيل الأزمة المالية العالمية عام 2008، وتطورت تقنياته اكثر أثناء مع ارتفاع أسعار النفط في اعوام 2011 إلى 2014 مع الحاجة لتأمين مصادر رخيصة للطاقة آنذاك. ومع ذلك، تعرضت تقنية الوقود الحيوي لانتقادات بسبب آثارها الضارة على البيئة والأمن الغذائي وكربونية التربة.
عموماً انخفاض الطلب على المواصلات جراء تفشي فيروس كورونا هدّد صناعة الوقود الحيوي من المحاصيل الزراعية مثل الذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة، واللفت في أوروبا، وقصب السكر في البرازيل.
لذلك تواجه هذه الصناعة تهديدا كبيرا وهي التي كان يُنظر إليها كبديل أكثر مراعاة للبيئة وكوسيلة لتجنب الاعتماد على النفط، لأن مصانع إنتاج الإيثانول من الذرة في الولايات المتحدة بدات تُغلق أبوابها من كثرة الديون، والمنتجين البرازيليين للوقود القائم على قصب السكر مازالوا يقاومون الاغلاق. أما في أوروبا، فتحول المنتجون إما لخفض الإنتاج أو لتوفير المواد اللازمة لتصنيع معقمات الأيدي.
الولايات المتحدة تفرض مزج الإيثانول من الوقود الحيوي في خليط البنزين، لذلك يلعب استهلاك البنزين دوراً كبيراً في الطلب على الوقود الحيوي من الذرة في الولايات المتحدة.
نتيجة لانخفاض الطلب على البنزين الذي تسبب في انهيار أسعاره، فإن صناعة الإيثانول مهددة في الولايات المتحدة، لذلك العديد من مصانع الإيثانول الأمريكية خفضت الإنتاج مع تأثير فيروس كورونا على استهلاك الوقود بعد إنخفاض الهوامش الربحية من الوقود المشتق من الذرة إلى أدنى مستوى له في ثمانية أعوام جرّاء انخفاض الطلب على الوقود الى مستويات منخفضة تاريخياً.
هذه التداعيات أدت إلى تراجع سعر البنزين في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى في 20 عاما، ووصل سعر البيع للمستهلك إلى ما دون الدولار للجالون في بعض الولايات مما أدى إلى انهيار الطلب، كل ذلك يؤثر على مُنْتِجي الوقود الحيوي من المزارع الأمريكية، الذين يبيعون نحو ثلث إنتاجهم من الذرة لمصانع الإيثانول لخلطه مع البنزين.
من المتوقع أن تستمر مصانع الإيثانول في التأثر بالإغلاق لفترة غير قصيرة حتى تعود أسعار البنزين إلى مستوياتها مرتفعة تدعم عودة صناعة الإيثانول مرة أخرى.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال