الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
احاول جاهدًا في هذه الفترة ان أتجنب الحديث او التطرق عن اَي أمر مرتبط بوباء كورونا، لانني اكاد اجزم اننا لم نكره اسمًا كما كرهنا هذا الاسم، الا ان بعض المتغيرات والأحداث الاخيرة تجبرني للحديث عنها وطرحها خاصة بعد الجهود الاستباقية لوزارة الصحة وفرقها الميدانية التي تقوم بأعمال المسح النشط للكشف المبكر عن حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد والتي باْذن الله ستجنبنا انتشار هذا الوباء بشكل اكبر بل ستسهم باحكام القبضة عليه بشكل محكم.
وكما هي عادة وزارة الصحة في هذه الأزمة، ترصد بشكل يومي كل احصائيات هذا الوباء والتي اوضحت خلال الأيام الماضية ومن خلال المسح النشط الموطن الحقيقي لهذا الوباء، الا وهو اسكان العمالة المقيمة بالمملكة خاصة وان ثلث سكان المملكة هم من العمالة الوافدة، حيث تجاوزت نسبة معدل الإصابات اليومية لفيروس كورونا من العمالة 80% من اجمالي الإصابات مقابل اقل من 20% للمواطنين. وهي نسبة أزعجت كثير من المواطنين بل استفزتهم حتى نادى بعضهم بترحيل هؤلاء العمالة، وذلك لان اغلب ممارساتهم وضعف وعيهم واستهتار بعضهم هو ما اوصلنا لهذا الوضع الذي نحن عليه من كورونا من حجر وتباعد وغيره.
ورغم ان هذا الطرح يعتبرا طرحًا منطقيًا حتى وان غلفته بعض من العاطفة والشعبوية، الا انني بكل تجرد اود ان نسأل أنفسنا بعض الأسئلة التي قد تكشف لنا الأسباب الحقيقية لما آلت اليه الأمور. ألسنا نحن كمواطنين الذين سافرنا لبلاد هذه العمالة الوافدة وإخترناهم بأنفسنا؟ ألسنا نحن كمواطنين الذين إستقدمناهم؟ أليس منا كمواطنين من تستر على كثير من هذه العمالة الوافدة؟ ألسنا نحن كأصحاب عمل من اسكنهم بهذه المساكن العشوائية وتحت أنظار وزارة العمل سابقا؟ فإذا كنا كذلك وجب علينا ان نتحمل جزءا من هذه المسؤولية وتبعات ما وصلنا اليه من تلوث بصري ومخاطر أمنية واجتماعية واجتماعية وصحية تراكمت طيلة 30 عام مضت، خاصة في ظل توجيه كريم من مقام خادم الحرمين الشريفين بعلاج جميع المقيمين وحتى مخالفي الأنظمة منهم
ستمضي الأيام وسنتجاوز كورونا باْذن الله وسنتذكر ان كورونا والمسح النشط قد كشفا لنا كواليس اسكان العمالة وعشوائياتها والكوارث والمخالفات التي تحويها وهذا مكسب كبير، ومن جانب اخر قد تصدر لوائح جديدة من وزارة الموارد البشرية والجهات ذات العلاقة الاخرى تنظم اسكان العمالة وترفع من معاييرها بشكل كبير مما قد يعتبرها البعض فرصا استثمارية عقارية قادمة، لذا رب ضارة نافعة.
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال