الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لن اتحدث في هذه المقالة عن مصدر فيروس كورونا الجديد وما اذا كان هذا الفيروس طبيعيًا ام تم تصنيعه في مختبرات دولة ما، لان ذلك امر محسوما ومعروفا لدى الجميع. لكن ما اود الحديث عنه هو امر اكثر اهمية من كل المؤامرات ونظرياتها، واكثر ما يحتاجه حاضرنا ومستقبلنا، خاصة وأننا متفقين تماما وحسب ما ذكرت بمقالة سابقة ان ازمات كهذه لن تنتهي وستستمر بإطلالتها علينا كل بضع سنوات، لكن كل أزمة مؤقته ولكل أزمة مستفيدين ومتضررين.
وبالحديث عن الأزمات او المصائب والكوارث، نجد ان اسوء الأزمات وأكثرها دماراً هي التي تستهدف حياة الإنسان وصحته، وهو الامر لا يختلف عليه اثنان بل هو في صدارة اهتمامات قيادات دول العالم اجمع كما هو الحال مع كورونا. لذا وطالما ان أقوى الأزمات التي استهدفتنا وتستهدفنا وستستهدفنا في المستقبل موجهة لحياة الإنسان وصحته، وجب علينا التحضير لذلك جيداً وبشكل استراتيجي من خلال بناء منظومة دفاع صحية تتحمل أزمات كهذه ركيزتها الأساسية مراكز الأبحاث والتطوير.
ولعل ابلغ مثال على ذلك هو أزمة كورونا الحالية، فإن بقيت صناعة الأقنعة (الكمامات) والمعقمات بأيدي الصين مثلا، وصناعة اجهزة التنفس في ألمانيا مثلا، وصناعة اللقاحات في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا، فستبقى حينها دول العالم الاخرى دولا استهلاكية بحته، تتلقى الأزمات أزمة تلو الأزمة وننتظر ردود افعالها فقط. لذا فلن نستطيع التغلب على اَي أزمات وبائية دون صناعات دوائية متقدمة تحقق لنا امننا الدوائي، ولن نستطيع مجابهة اَي كوارث صحية دون صناعات تقنية طبية توفر الأجهزة والمعدات الطبية، ولن تكتمل المنظومة الا بمراكز أبحاث وتطوير متقدمة تسهم بشكل فعلي في التوصل لأي فتوحات علمية طبية.
وبفضل الله ثم بقيادة ودعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله، توجد لدينا بنية تحتية صحية مميزة وأرض خصبة لاي استثمارات سيادية من الممكن ان تحلق عاليًا في سماء الصناعات الدوائية والطبية العالمية، ولعل أزمة كورونا الحالية اكبر شاهد على ذلك وما حدث خلالها من تسابق لبعض المصانع المحلية لصناعة الكمامات او القفازات وتحضير المعقمات، واعلم ان العمل قادم على صناعة اجهزة التنفس ايضا. كما ان بناء منظومة دفاع صحية كهذه لن يبتعد كثيرا عما تستهدفه رؤية ٢٠٣٠ في دعمها للصناعه والمصنعين بل ان هذه الاستراتيجية قد تتجاوز مفهوم الدفاع الى ما هو ابعد من ذلك، بل قد تصبح اضافة مهمة للناتج المحلي السعودي وأحد اهم الايرادات الغير نفطية التي تعود بالفائدة على المواطن ورجل الاعمال والدولة ككل.
الخلاصة : على قدر ما كانت ردود افعالنا قوية، باْذن الله ستكون افعالنا أقوى.
دمتم بخير،،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال