الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ليس بالأمر الجديد أن صناعة النفط تمر بأوقات صعبة تعاظمت بسبب جائحة كورونا والآثار المترتبة عليها، وفي الجانب الآخر مدعين أنصار المناخ والسعي وراء أهدافهم الشخصية. مع هذه الظروف غير الاعتيادية مازال النفط هو شريان الحياة لاقتصادات العالم والأكثر استخداما كمصدر للطاقة بنسبة تبلغ 33.1% وسيكون كذلك لتعدد استعمالاته, أسعاره المعتدلة, ووفرة المعروض.
لكن لا يمكن أن يخرج النفط من كونه سلعة ليست بمنأ عن الأوضاع المحيطة وتأثره بها, حيث تنطبق عليه الأسس الاقتصادية من عرض وطلب. لذلك كانت أسعار النفط في تقلبات شديدة عند انتشار وباء فيروس كورونا وانخفاض الطلب. مما أدى لتدخل منظمة أوبك وحلفائها لإعادة التوازن لأسواق النفطية الذي بدوره سيساعد على إعادة الأسعار إلى مستويات معقولة على المدى القريب. أرى بان ذلك قد تحقق وبشكل واضح حيث إن أسعار خام برنت منذ نهاية شهر مايو حتى كتابة هذا المقال تتداول وتتحرك في نطاق ضيق بين 38 دولارا – 42 دولار وهذا أمر إيجابي لسوق النفط للحصول على مثل هذه التقلبات المسطحة التي يمكن للاقتصاد العالمي الضعيف التعامل معها على عكس التقلبات الحادة التي تشكل عبئا على عدم اليقين الحالي في سوق النفط والاقتصاد العالمي.
ما يقلقني فعلا هو تباطؤ الاستثمارات الدولية في قطاع مجال المنبع (البحث والاستكشاف). الأرقام جد مفزعة جدا حيث انخفضت الاستثمارات بمقدار 30% لتبلغ 228 مليار دولار عن ما هو مخطط له سابقا عند مستويات 325 مليار دولار وهو أدنى مستوى منذ عشرة أعوام. هذا الانخفاض في الاستثمارات بلا شك سوف يؤثر على الشركات العاملة في قطاع المنبع ونقصد هنا الشركات التي تقدم تلك الخدمات () والشركات المشغلة أيضا. مما سوف يؤثر على القدرة الإنتاجية فمن وجهة نظري إن لم يتم تدارك الأمر وضخ المزيد في هذا المجال سيواجه العالم نقص في الإمدادات لاحقا مما سيودي لارتفاع أسعار النفط, الذي بدوره سيضغط على اقتصاديات الدول المستهلكة للنفط.
رسالتي لمن يروج وينادي بالتغير المناخي, الاقتصاد العالمي ليس في وضع جيد لبحث عن بدائل. المزيد من الضغط بهذا الاتجاه سوف يقلص من الاستثمار في هذا القطاع حتى بلوغ نقطة لا يمكن تعويض الطلب المتزايد على النفط في قادم السنوات. شخصيا لم أتعجب بما فعلته وزيرة البترول والطاقة النرويجية تينا يرو بإعلان مزاد علني لما يصل إلى 136 قطعة استكشافية جديدة للنفط ضاربة بعرض الحائط ما يروج له علماء المناخ المسيسين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال