الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الاقتصاد هو احد اهم العلوم المرتبطة بحياة الانسان منذ ولادته وحتى وفاته ومن بديهيات التحليل الاقتصادي الذي بات (سلعة مشاعة) كيفما اتفق هو المعرفة والخبرة والتخصص الدقيق وتناول المتغيرات واثرها وفق درجات دقيقة من القياس والمؤشرات والمعادلات التي توصلنا الى توصيف دقيق وما عدا ذلك يبق اي تحليل اقتصادي دردشة لا اكثر والدردشة عادة هي نافلة القول الذي يظلم ولا يعدل بالحقيقة كيفما تكون !
لطالما تم ربط العديد من العلوم والانشطة بالاقتصاد فاصبح بالتالي اي عمل اقتصادي مرتبط بأي من تلك العلوم ففلسفة الاقتصاد هنا هي الدائرة الاوسع ولذلك اي متخصص في علم الاقتصاد هو الاكثر معرفة بالمفاهيم والدلالات الاقتصادية التي تُسّير اي بعد من تلك العلوم والانشطة، وبالرغم من الاتجاهات الحديثة للاقتصاد الا ان مهنة الاقتصادي من المهن المستدامة والتي يحتاجها سوق العمل الحديث، وحتى لا نظلم علم الاقتصاد علينا ان نؤسس لمدارس فكرية جديدة ، لابد ان يناط بجامعاتنا المضي قدما في خلق الافكار العلمية لاقتصاد المستقبل بدلاً من الانطواء تحت المياه الراكدة لعلم الاقتصاد التقليدي منذ آدم سميث. ثم انني اتساءل ونحن على اعتاب الثورة الصناعية الرابعة 4IR ماذا اعددنا في خططنا الاكاديمية للاقتصاد الرقمي، اقتصاد البيانات، الاقتصاد المعرفي، اقتصاديات انترنت الاشياء، والذكاء الاصطناعي؟
في احد الملتقيات الاتصالية علق احدهم : بالرغم من اني لست متخصصاً في الاقتصاد الا انني ارى وارى … واستمر في سرد كلمات طويلة كل ما يمكن قوله عنها انها دردشة بينما يراها هو (كلام عين العقل)! ومن علق عليه قال : ما اعظم هذا التحليل! عباءة الاقتصاد اسهل عباءة يمكن ان نرتديها لكنها تحتاج الى اسلوب علمي رصين حتى تبدو انيقة.
ما يؤسفني ان اسمع من خريجي الاقتصاد انهم بلا عمل في زمن العمل، وما يردده بعضهم بأن اختيارهم لهذا التخصص بالبداية أتى بالصدفة او بالتوجيه الغير مرغوب من الطالب او كيفما اتفق كمقعد جامعي فحسب، اي ان الشغف العلمي والمعرفي بهذا العلم مفقود تماما وهم محقون لأننا في الغالب لم نكن نعرف هذا العلم الا بعد تخرجنا من الثانوية العامة ودخلونا لحرم الجامعات.!
الاقتصاد ايها السادة والسيدات الكرام من اوسع العلوم واكثرها تجديداً وتطويراً وما يمكن ان تقوله كمحلل اليوم صحيحا قد يكون على النقيض مستقبلا وهذا الذي اسقط العديد من الافكار الاقتصادية لعباقرة الاقتصاد المتخصصين عبر الزمن عندما تتقاطع النظرية مع الواقع ولذلك المقاربة بين التحليل والنتائج اكثر حساسية واهم من ان تكتب تحليلاً فحسب .
مع الانتشار الهائل لشبكات التواصل الاجتماعي اصبح الجميع يرتدي عباءة الاقتصاد وهذه الفجوة في الثقافة الاقتصادية لن تطور المفاهيم الجديدة للاقتصاد بل انها تزيد الطين بلة في اساليب مستمرة من القص واللصق
وهنا يتطلب الأمر اكثر صرامة وتنفيذاً لمستويات الحماية الفكرية في هذا العلم وغيره من العلوم .
مجمل القول: اليوم نحن اكثر حاجة مجتمعية لنقل وتطوير الاقتصاد، اهدافه، اهتمامته، وابعاده نريد او نُخرج المفهوم السائد بأن الاقتصاد يعني اقتصد الى مفهومه النبيل الذي يعني بحل القضايا والمشاكل الاقتصادية باسلوب علمي للانتقال من الاقتصاد التقليدي الى اقتصاد مرن يُدرس بمفاهيم حديثة ويقيس التجارب في اقصر مدة زمنية ممكنة ويغير من الادوات التي اثبتت قصورها الى اقتصاد متمكن يحول المشكلة الى اسلوب واقعي قابل للقياس ويبتكر نظريات ومفاهيم جديدة تتماهى مع التطور التقني الذي نشهده اليوم واقعاً جديدا في حياتنا اليومية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال