3666 144 055
[email protected]
قررت احدى الجهات إنهاء خدمات مجموعه من موظفيها بسبب توقف بعض أنشطتها نتيجة للأوضاع الاقتصادية الاخيرة، ورغم ان قرار إنهاء الخدمات تم بشكل نظامي الا انه تسبب بأمر محزن للغاية، الا وهو وفاة احد موظفي المنشأة بسكته قلبية (رحمه الله) عند عودته لمنزله مباشرة نتيجة عدم تحمله صدمة هذا القرار وعواقب ذلك عليه وعلى أسرته. ورغم ايماننا المطلق بقضاء الله وقدره فيما يتعلق بالرزق او الموت وأسبابه، ورغم تفهمنا التام بأن الإقالة او الخسارة امر وارد في سوق العمل الا انني ارى ان هذه المنشأة كغيرها من المنشآت لم تتبع الأسس الصحيحة ولا الأخلاقيات اللازمة لايصال رسالة صعبة كهذه لموظفيها.
من وجهة نظري الشخصية وباستثناء المقبلين على التقاعد، هنالك نوعين من الموظفين المعرضين لإنهاء خدماتهم: الموظف المهمل المقصر، وموظفي المنشآت المتضررة. فالموظف المهمل المقصر والذي يبدو انه المتسبب في إنهاء خدماته نتيجة تغيبه عن العمل مثلا او ضعف إنتاجيته او ارتكابه للمخالفات التي تستوجب نظامًا إنهاء خدماته حسب المادة 80 من نظام العمل، الا ان دور إدارة الموارد البشرية في هذه الحالة محوري، وخاصة في متابعة اداء الموظفين وسلوكياتهم بشكل (استباقي) وإنذار من يخالف الأنظمة بل وتوجيهه وإرشاده بشكل دوري، حينها ستنتقل المسؤولية للموظف وسيعي عواقب الأمور ويتهيأ لها.
اما النوع الاخر من الموظفين المعرضين لإنهاء خدماتهم، هم موظفي المنشآت المتضررة، ورغم ان إنهاء خدماتهم امر متوقع ونظامي حسب ما تنص عليه المادة 74 من نظام العمل، الا ان القياديين من مسؤولي المنشآت عليهم دور كبير في تهيئة الموظفين وبتوقيت مناسب واتباع سياسة الشفافية في توضيح الأوضاع الاقتصادية للموظفين وأثرها على المنشأة، وهو امر سيسهم في تخفيف وطأة تلك الآثار من جهة وسيوزع أحمال المسؤولية على الجميع من جهة أخرى، حينها سيحاول بعض الموظفين التأقلم مع المرحلة الجديدة اما بالبحث عن عمل اخر او بضبط مصاريفهم للمرحلة الاصعب.
وفي ذات التوقيت يمكن لإدارة الموارد البشرية ايضا في هذا الوضع بالقيام بدورها الجوهري وهو العمل على اعادة تاهيل هؤلاء الموظفين عبر برامج تحوير او تجسير لمحاولة الاستفادة من مؤهلاتهم او خبراتهم في وظائف اخرى سواء بنفس المنشاة او بمنشآت أخرى مما سيسهم في تحضيرهم للمرحلة القادمة بشكل عملي يساعدهم بالحصول على عمل اخر دون اَي صدمات، كما يمكن لإدارة الموارد البشرية ايضا العمل مع الادارة العليا لاعادة هندسة نموذج العمل مما قد يعيد هيكلة التكاليف وخفض اعداد من يتم الاستغناء عنهم، حينها فقط تتحقق القيمة المضافة لإدارة الموارد البشرية.
الخلاصة : الكي آخر العلاج ، وليس اوله.
دمتم بخير،،،
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734